الحمد لله.
انتهى من " الاستيعاب
في معرفة الأصحاب " (4/1765) .
وممن نسب إلى هذا الاسم من المحدثين : إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ
الأصبهاني ، كَانَ يُقَالُ لَهُ : " ابْنُ نَائِلَةَ " ، وَنَائِلَةُ : أُمُّهُ ،
توفي سنة (291) هـ . ينظر: " طبقات المحدثين بأصبهان " (3/356) .
ثالثاً :
وأما ما يقال من أن " نائلة " اسم صنم ، فهذا لا يمنع من التسمّي به ؛ لأمور :
1= أن الأصل في باب الأسماء الإباحة ، فلا يمنع من التسمي باسم إلا ما ورد في الشرع
النهي عنه ، ولم يرد نص شرعي في المنع من التسمي باسم " نائلة " .
2= أن هذا الاسم لا يتضمن معنى منكراً ، بل معناه في اللغة يرجع إلى العطاء .
قال ابن فارس : " النُّونُ وَالْوَاوُ وَاللَّامُ ، أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى
إِعْطَاءٍ ، وَنَوَّلْتُهُ : أَعْطَيْتُهُ ، وَالنَّوَالُ: الْعَطَاءُ... "
انتهى من " مقاييس اللغة " (5/372) .
وقال الفيروز آبادي : " النَّوالُ والنالُ والنائِلُ : العطاءُ " انتهى من "
القاموس المحيط " (ص: 1066) .
3= أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يغير اسم الصحابيات اللاتي تسمين بهذا الاسم .
4= أنَّ أحداً من الصحابة لم ينكر التسمية بهذا الاسم ، وقد كانت مشهورة بينهم ، بل
هو اسم زوجة الخليفة الراشد : عثمان بن عفان رضي الله عنه .
5= لا يعرف عن أحد من العلماء السابقين إنكار التسمية بهذا الاسم .
6= أن ثمَّة فرقاً بين ما يكون اسمه " علَمَاً " على صنم ، كـ : هُبَل ، ومَنَاة ،
واللات ، والعزى ، وبين الأسماء التي هي من أسماء الناس ثم أطلق على أحد الأصنام
لسببٍ من الأسباب .
وقد ذكر أهل التاريخ أن " نائلة " بالأصل اسم امرأة من قبيلة جُرهم .
قال ابن كثير : " ثُمَّ بَغَتْ جُرْهُمٌ بِمَكَّةَ ، وَأَكْثَرَتْ فِيهَا
الْفَسَادَ ، وَأَلْحَدُوا بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى ذُكِرَ أَنَّ رَجُلًا
مِنْهُمْ يُقَالَ لَهُ : إِسَافُ بْنُ بَغِيٍّ ، وَامْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا :
نَائِلَةُ بِنْتُ وَائِلٍ ، اجْتَمَعَا فِي الْكَعْبَةِ ، فَكَانَ مِنْهُ إِلَيْهَا
الْفَاحِشَةُ فَمَسَخَهُمَا اللَّهُ حَجَرَيْنِ ، فَنَصَبَهُمَا النَّاسُ قَرِيبًا
مِنَ الْبَيْتِ لِيَعْتَبِرُوا بِهِمَا ، فَلَمَّا طَالَ الْمَطَالُ بَعْدَ ذَلِكَ
بِمُدَدٍ ، عُبِدَا مِنْ دُونِ اللَّهِ فِي زَمَنِ خُزَاعَةَ " .
انتهى من " البداية
والنهاية " (3/181) .
وفي " أخبار مكة " للأزرقي (1/120) : " فَأُخْرِجَا مِنَ الْكَعْبَةِ ، فَنُصِبَ
أَحَدُهُمَا عَلَى الصَّفَا ، وَالْآخَرُ عَلَى الْمَرْوَةِ ، وَإِنَّمَا نُصِبَا
هُنَالِكَ لِيَعْتَبِرَ بِهِمَا النَّاسُ ، وَيَزْدَجِرُوا عَنْ مِثْلِ مَا
ارْتَكَبَا ؛ لِمَا يَرَوْنَ مِنَ الْحَالِ الَّتِي صَارَا إِلَيْهَا .
فَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ يَدْرُسُ وَيَتَقَادَمُ حَتَّى صَارَا يُمْسَحَانِ ،
يَتَمَسَّحُ بِهِمَا مَنْ وَقَفَ عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، ثُمَّ صَارَا
وَثَنَيْنِ يُعْبَدَانِ " .
فهما بالأصل ليسا صنمين ، وإنما رجل وامرأة تم مسخهما إلى حجرين ، وفرق بين هذا
وبين الاسم الخاص الذي صار علماً على صنم معين ، بحيث لا يطلق على غيره .
وعليه : فلا مانع من التسمي بهذا الاسم .
وأما اسم " لينة " فقد سبق بيان جواز التسمي به في جواب السؤال : (103756)
.
والله أعلم .