الحمد لله.
أولا :
أما حديث ( من عادى عمارا عاداه الله ) فقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 28/13 ) ( 16814 ) ، والحاكم في " المستدرك " ( 3/389 ) وقال : " صحيح الإسناد " ولم يتعقبه الذهبي ، ولفظه :
عن خالد بن الوليد قال : " كان بيني وبين عمار شيء ، فشكوته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يسب عمارا يسبه الله ومن يعاد عمارا يعاده الله ) .
لكن روي أيضا مرسلا ، وفيه اختلاف أشار إليه ابن أبي حاتم في " العلل " (2588) ، وينظر حاشية المسند ، ط الرسالة .
وأما حديث "من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله سبحانه وتعالى " فقد ضعفه الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 2310 ) وقال عنه : "منكر" .
وعلى فرض صحته ، فلا يلزم منه الطعن في معاوية رضي الله عنه ، فلم يثبت أن معاوية شتم عليا ، رضي الله عنهما ؛ وإنما هو من روايات الشيعة وأكاذيبهم ، بل كان معاوية رضي الله عنه عارفا لفضل علي رضي الله عنه ، كما في خبر أبي مسلم الخولاني ، وخبر أبي الدرداء وأبي أمامة ، وقد مرّ ذكرهما في جواب السؤال رقم (221904).
وأما أن معاوية دعا إلى قتل علي وعمار فكلام باطل ، لا أساس له من الصحة .
فمعلوم من كتب التاريخ أن معاوية لم يخرج لقتال علي ، ولم يبدأ بقتاله إلا عندما قدم علي رضي الله عنه بجيشه نحو الشام لإجبار أهلها على البيعة ، فخرج معاوية وهو أمير الشام يومئذ بجيشه ليمنع عليا رضي الله عنه من ذلك ، حتى يتم القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم (221904).
ولم يأمر بقتل عمار ، أيضا ، بل كان غير راض عن قتله .
والله أعلم .