الحمد لله.
ثانيا:
من خلال ما ذكرت لم يتبين لي أنك ظالمة ، ولست مظلومة أيضا، والذي ينقصك هو فهم
شخصية هذه الزميلة والتعامل معها بالأسلوب الذي يناسبها.
ثالثا:
الذي يظهر لنا أن ما فعلتيه غير صحيح فكثير من الناس – للأسف- يزعجهم جدا مواجهتهم
بأخطائهم ، وينفرون ممن يفعل هذا معهم ، وهناك احتمال أن تكون تلك الأخطاء هي أخطاء
من وجهة نظرك أنت ، أو هذا الذي كنت تظنين مع أن الأمر لم يكن كذلك ، وأن تصرفات
تلك الزميلة قد يكون لها ما يبررها ، أو هي مجرد اختلاف في وجهات النظر ، وقد كان
الأولى أن تخففي تواصلك معها تدريجيا حتى تصبح علاقتك بها عادية ، وأن لا تصاريحها
ما دمت تعلمين أن ذلك سيؤثر فيها، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها : " أَنَّ
رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
( ائْذَنُوا لَهُ ، فَلَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ
) [الْمُرَاد بِالْعَشِيرَةِ قَبِيلَته], أَيْ بِئْسَ هَذَا الرَّجُل مِنْهَا ،
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ .
قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ ،
ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ ، قَالَ : ( يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ
مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ
النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ ).
رواه البخاري (6131) ، ومسلم (2591).
( اتقاء فحشه) أي لأجل قبيح قوله وفعله .
والنصيحة لك أختي الكريمة أن تحافظي على قدر من العلاقة والمحبة والمودة مع تلك الزميلة من غير أن تتعمقي في تلك العلاقة ، واحرصي على الصحبة الصالحة التي تقربك إلى الله وتزيدك هدى وصلاحا.
والله أعلم .