نعلم أن القتل اليوم مستشر في أرض فلسطين ، وأمّا بقية المسلمين في العالم فبين حزين وعاجز عن المساعدة ، وسؤالي ما إن كان يجوز للمسلمين عدم الاحتفال بالعيد بسبب ما يحدث من مآسي في فلسطين خصوصاً إن كان المسلم يشعر بالحزن والأسى بسبب ذلك ؟
الحمد لله.
لم تشرع أعياد المسلمين لمجرد الفرح واللعب والتزاور ، ولكنها من شعائر الدين وعباداته ، فالسنة فيها أن يظهرها المسلمون ويعلنوا بها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ، ومن أظهر ما لها من الشعائر " .
انتهى من " اقتضاء الصراط المستقيم" (1/ 528) .
ولذلك تجد كل دين ، وكل مذهب : له أعياد يهتم بها أتباعه ، ويظهرونها : لأنها جزء هام من دينهم .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" إِظْهَار السُّرُورِ فِي الْأَعْيَادِ مِنْ شِعَارِ الدِّينِ " انتهى من " فتح الباري" (2/ 443) .
إذن ، فإظهار السرور في العيد هو من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله .
وقد روى أحمد (24334) عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ – يعني يوم أن لعب الحبشة في المسجد : ( لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً ؛ إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ )" وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (3219) .
ثم إنه لا تعارض بين إظهار الفرح بالعيد ، والتألم على ما أصاب المسلمين ، والحزن على حالهم ؛ فإن المسلم يظهر فرحه بالعيد ، إظهارا لدينه ، وإعلاء لشأنه ، وهو مع ذلك يحزن لأحزان المسلمين .
فينبغي أن يجمع المسلم بين الأمرين : يظهر شعائر الدين وعباداته ، كصلاة العيد وإظهار شيء من الفرح والسرور به ، وفي الوقت ذاته يحزن لما أصاب إخوانه ويتألم لآلامهم .
ولاشك أن المسلم كلما كان أكثر شعورا وإحساسا بآلام إخوانه المسلمين ، قل توسعه في مباحات اللهو واللعب ، وإن أفسح لنفسه حاجتها وطلبتها من النافع من مظاهر الفرح بالعيد ، وشكر نعمة الله عليه .
وراجع إجابة السؤال رقم : (21284) للتعرف على ما يجب علينا فعله تجاه مذابح المسلمين في بلاد العالم .
وراجع إجابة السؤال رقم : (7837) لمعرفة كيفية مواساة إخواننا المصابين ؟
والله أعلم .