صلى العصر وهو ألثغ وبعد الصلاة وقبل خروج الوقت تمكن من نطق الراء بشكل صحيح فهل يلزمه إعادة صلاة العصر؟
منذ زمن كنت ألثغ في حرف الراء , ولله الحمد استطعت نطقه في أحد الأيام بعد أن صليت صلاة العصر ، وقبل صلاة المغرب , و لم أعد صلاة العصر ، مع أني صليتها وأنا ألثغ في حرف الراء ، واستطعت ننطقه قبل خروج الوقت , فهل كان يجب علي إعادة صلاة العصر بعد أن بدأت أنطق حرف الراء؟ و ماذا أفعل الآن ؟
الجواب
الحمد لله.
الألثغ صلاته صحيحة بلا خلاف ، إذا كان منفردا أو مأموما , وأما إن كان إماما
فصلاته أيضا صحيحة على الراجح من كلام أهل العلم , ما دامت هذه قدرته وطاقته , وقد
سبق بيان هذه المسألة في الفتوى رقم (104726).
وما دمت قد صليت العصر بحسب وسعك ، فلا يلزمك إعادتها ، حتى وإن أحسنت بعد ذلك نطق
حرف الراء , وذلك لأن من فعل العبادة بحسب وسعه ، فلا يطالب بإعادتها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (21 / 633): "مَنْ فَعَلَ
الْعِبَادَةَ كَمَا أُمِرَ بِحَسَبِ وُسْعِهِ ؛ فَلَا إعَادَةَ عَلَيْهِ ، كَمَا
قَالَ تَعَالَى: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) , وَلَمْ يُعْرَفْ قَطُّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ الْعَبْدَ أَنْ
يُصَلِّيَ الصَّلَاةَ مَرَّتَيْنِ , لَكِنْ يَأْمُرُ بِالْإِعَادَةِ مَنْ لَمْ
يَفْعَلْ مَا أُمِرَ بِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَى ذَلِكَ ، كَمَا قَالَ لِلْمُسِيءِ
فِي صَلَاتِهِ: ( ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ ) , وَكَمَا أَمَرَ مَنْ
صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ . فَأَمَّا الْمَعْذُورُ
، كَاَلَّذِي يَتَيَمَّمُ لِعَدَمِ الْمَاءِ ، أَوْ خَوْفَ الضَّرَرِ
بِاسْتِعْمَالِهِ لِمَرَضِ أَوْ لِبَرْدٍ ، وكالاستحاضة وَأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ؛
فَإِنَّ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَؤُلَاءِ
: أَنْ يَفْعَلُوا مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ بِحَسَبِ اسْتِطَاعَتِهِمْ ،
وَيَسْقُطُ عَنْهُمْ مَا يَعْجِزُونَ عَنْهُ" انتهى.
والله أعلم