الحمد لله.
أولا :
أنبياء الله ورسله صلى الله عليهم وسلم هم أفضل الخلق ، وأفضل الخلق بعدهم أصحابهم
الذين اهتدوا بهديهم ، واستنوا بسنتهم .
روى مسلم (50) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي
إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ
بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ) .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
" الحواريون : الخواص الأصفياء ، فكأنهم خلصوا ونقوا من كل عيب ، وسمي الدقيق
الحوارى لتخليصه من لباب البر، ويقال: عين حوراء: إذا اشتد بياضها وخلص واشتد
سوادها .
وقيل: الحواريون : هم الناصرون. وقال أبو عبيد: أصل هذا من الحواريين أصحاب عيسى
عليه السلام ، فقيل لكل ناصر حواري تشبيها بذلك " .
انتهى من "كشف المشكل" (1/ 320) .
ثانيا :
أفضل حواري الأنبياء وأتباعهم : هم أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" أَفْضَلُ الْخَلْقِ : أَتْبَعُهُمْ لِهَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيمِ الْمَنْعُوتِ
فِي قَوْله تَعَالَى ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (1/ 3) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" فإذا نظرت بعلم وبصيرة وإنصاف في محاسن القوم وما أعطاهم الله من الفضائل، علمت
يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، فهم خير من الحواريين أصحاب عيسى، وخير من
النقباء أصحاب موسى ، وخير من الذين آمنوا مع نوح ومع هود وغيرهم ، لا يوجد أحد في
أتباع الأنبياء أفضل من الصحابة رضي الله عنهم ، والأمر في هذا ظاهر معلوم ، لقوله
تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) آل عمران/ 110 ، وخيرنا الصحابة ، ولأن النبي
صلى الله عليه وسلم خير الخلق ، فأصحابه خير الأصحاب بلا شك " انتهى من "مجموع
فتاوى ورسائل العثيمين" (8/ 623) .
ثالثا :
الحواريون المذكورون في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ
أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ )
[المائدة/ 111 ، وقوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ) الصف/ 14 .
هم أصحاب عيسى عليه السلام وأتباعه الذين أيدوه ونصروه ، وهم من أهل الإيمان
والصلاح ، فهم من أفضل الخلق .
انظر جواب السؤال رقم : (181943) .
والذي نقطع به : أن الصحابة
رضي الله عنهم أفضل أتباع الرسل عليهم السلام ، أفضل من أتباع موسى وعيسى وداود
وسليمان وغيرهم من أنبياء الله ورسله صلى الله عليهم وسلم ، وهو الذي دل عليه
الدليل .
وأما من عداهم من أتباع الرسل وأصحابهم : فلا نقطع لطائفة منهم أنها أفضل من الأخرى
، لعدم وجود دليل على هذه الأفضلية .
فنقول : أصحاب الأنبياء عليهم السلام ، الذين اتبعوهم ونصروهم ، هم أفضل الخلق ،
بعد الأنبياء ، وهم أفضل أهل زمانهم قطعا ، وأفضل هؤلاء الأصحاب هم صحابة نبينا صلى
الله عليه وسلم ؛ لأنهم أفضل الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس ، ومن عداهم ، فلا
علم لنا بما يكون من التفاضل بينهم ، بل هذا أمر مسكوت عنه ، ، فيما نعلم ، فيرد
علمه إلى الله سبحانه وتعالى .
والله تعالى أعلم .