قرأ قصة في كتاب ويسأل عن مسألة متعلقة بالتوبة
قرأت في كتاب تنبيه المغترين لعبد الوهاب الشعراني عن وهب بن منبه أنّ رجلاً من بني اسرائيل تاب من جميع ذنوبه وعبد الله ليلاً نهاراً إلى قبض الله روحه ثم رآه شخص آخر في حلمه فسأله : "كيف كان جزاؤك من الله؟ أجاب لقد غفر الله لي بعد الحساب كل ذنوبي إلا قشة كنت قد أخذتها من صاحبها بدون إذنه فمُنعت من دخول الجنة. ولقد سألت شخصا آخرا عن مدة صحة ذلك فأجابني أنّ بعض الأشخاص يستطيعون رؤية أشياء مماثلة في أحلامهم.
المشكلة أنني أصبحت حزيناً مغتماً بسبب هذه القصة فمجرد احتمالية صحة أن تمنع القشة شخصا من دخول الجنة تجعلني في قلق حيث أنني في بعض الأحيان على سبيل المثال أفرك يدي بحائط أحدهم وتعلق بيدي بعض الأجسام من ذلك الحائط، وأنا أخشى أن يكون ما يعلق على يدي سبباً في عدم دخولي الجنة. فما صحة كل ذلك وأرجو الإجابة مع ذكر الأدلة من القرآن والسنة.
الجواب
الحمد لله.
لا شك أن القصة المذكورة فيها من المبالغة غير المحمودة الشيء الكثير ، فمغفرة
الذنوب كافة ، لن يتعاظمها مغفرة قشة واحدة !!
هذا إذا كانت القشة ، وأمثالها من الشيء الحقير الذي لا قيمة له : مما يتعلق به حق
أو حساب.
هذا مع أن القصة منام ، لا يترتب عليه عمل ، ولا حكم .
وإنما الواجب على العبد أن يحذر أن تتعلق في ذمته أو رقبته حقوق العباد ، فهذا من
الدواوين التي لا يغفرها الله لأهلها : حقوق العباد .
ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم أن يموت أحدنا وعنده مظلمة لأخيه ؛ فقال صلى
الله عليه وسلم : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ
شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا
دِرْهَمٌ إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ
وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ
عَلَيْهِ ) رواه البخاري (6534).
وقال صلى الله عليه وسلم : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ
فَتُقْطَعُ يَدُهُ وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ ) رواه البخاري (6783)
ومسلم (1687).
وأما ما ذكرت من خوفك مما يعلق بيدك ، فليس هذا إلا من وساوس الشياطين ، والتنطع في
الدين ؛ إلا أن تكون يدك مثل الخطاف ، تخطف حقوق الناس وأموالهم ؟!
والله أعلم .