الحمد لله.
تحسين الصوت أثناء تلاوة القرآن بغير تكلف : مشروع لا حرج فيه ، وقد روى أبو داود
(1468) ، والحاكم (2125) - واللفظ له- عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( زَيِّنُوا الْقُرْآنَ
بِأَصْوَاتِكُمْ ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْنًا) وصححه
الألباني في "الصحيحة" (771) . انظر إجابة السؤال رقم : (1377) .
وتحسين الصوت بالقرآن هو من حسن ترتيله وتجويده ، ومن ذلك : إخراج الغنة - النغمة -
من الخيشوم الذي هو أقصى الأنف .
قال ابن الجزري رحمه الله في "التمهيد" (ص 159):
" واعلم أن الغنة تخرج من الخيشوم ، والخيشوم خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم "
انتهى .
وهذه الغنة خاصة بحرفي النون والميم ، فلا يُغَن غيرها من الحروف
.
قال الإمام أبو الحسن بن بري في "الدرر اللوامع" :
"والغُنَّة الصوت الذي في الميمِ ... والنُّون يخرُجُ من الخيْشُومِ" .
انتهى، من "هداية القاري" (1/ 185) للشيخ المرصفي رحمه الله .
أما الزيادة في الغنة ، إما في مقدارها ، وإما بتكلفها في غير
موضعها ، كمن يغنّ عند الوقف دائما ، أو التطريب الزائد عن الحد: فذلك من التكلف ،
والخطأ في القراءة ، وهو لا يبطل القراءة ، ولا يترتب عليه إثم ، لأنه لا يغير
الأحرف ولا الكلمات ولا المعاني ، ولكن يعتبر عيبا عند قراء القرآن الكريم .
والله أعلم .