الحمد لله.
بدايةً نشكر لك حرصك على نصح
صديقك ، وخوفك عليه ، وهذا من أهم صفات الصديق الأمين الوفي .
لا شك أن زميلك على خير ، ما دام أنه يحافظ على الصلاة في الصف الأول ، وعلى السنن
الرواتب ، ولكن الخلل في تأثير رفقاء السوء عليه في المدرسة ، فنصيحتنا فيما يلي :
أولا:
تحدث مع المرشد الطلابي في المدرسة ، أو معلم الدين ، أو أي معلم محبب إلى صديقك ،
وتتوقع أن يكون له تأثير عليه ، واشرح له المشكلة ، واطلب منه المساعدة في تغيير
الرفقة السيئة إلى صالحة ، ولو تحدثت مع أحد أقارب صديقك الحكماء ، كأخيه الكبير أو
حتى إمام مسجد الحي لمساعدتك في نصحه بالحكمة والموعظة الحسنة ، فحسن .
ثانيا:
إذا تكرر نصحك لصديقك ولم يستجب لك ، واستمر على معصيته ، فلا تهجره ، بل استمر على
مصاحبتك له عسى أن ينتفع بذلك ، ما لم يكن في استمرار صداقتك له أثر عليك ، فإن
شعرت أنه سيؤثر عليك ، فقلل مخالطتك معه ، إلى القدر الذي تأمن فيه من الضرر .
ثالثا:
أكثر من الدعاء له في ظهر الغيب ، بأن يجنبه الله رفقاء السوء وشرهم ، ويبدله
بالصحبة الطيبة التي تعينه على مرضاة الله عز وجل.
واستمر في مناصحته بالرفق واللين ، وكن متوسطا في أمرك معه ؛ فلا تكثر عليه حتى لا
يمل من مصاحبتك ، ولا تقلل عليه جدا فينسى الموعظة والتذكير بالخير .
وإن استطعت أن تصل إلى هؤلاء الرفقاء الذين ذكرتهم ، وإسداء النصيحة إليهم ،
ومحاولة التأثير عليهم ، لعل الله أن يصلحهم ، فهو خير .
نسأل الله أن يهدي صديقك ، وألا يحرمك الأجر ، وأن يجزيك بنصحك له خير الجزاء وأوفاه.
والله أعلم .