الحمد لله.
وحينئذ ؛ فسماع الترجمة
مفردة : لا بأس به ، لأن هذه الترجمة هي في حقيقتها : تفسير للقرآن ، وسماع الأعجمي
لترجمة معاني القرآن أو قراءتها ، بمثابة سماع العربي لتفسير القرآن الكريم ، وكل
ذلك أمر حسن مشروع .
انظر إجابة السؤال رقم : (218512) .
ثانيا :
الاستماع إلى القرآن الكريم مصحوبا بالترجمة ، لا حرج فيه أيضا ، بل هو مشروع مطلوب
أيضا ، فيتلو التالي - مثلا - الآية باللغة العربية ، ثم يتبعها بترجمة معناها إلى
اللغة المراد ترجمة المعنى إليها ، وهكذا ، فهذا يعين على فهم القرآن وتدبره ومعرفة
معانيه ، مما يعين على معرفة أحكامه ، والعمل به ، والتأدب بآدابه ، وهل نزل القرآن
إلا لذلك ؟ قال سبحانه : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ
أَقْفَالُهَا ) محمد/ 24 ، قال السعدي رحمه الله :
" هذه الحكمة من إنزاله ، ليتدبر الناس آياته ، فيستخرجوا علمها ، ويتأملوا أسرارها
وحكمها ، فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه ، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة ، تدرك
بركته وخيره ، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن ، وأنه من أفضل الأعمال ، وأن
القراءة المشتملة على التدبر : أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود
" .
انتهى من تفسير السعدي (ص 712) ، وينظر : أضواء البيان" للشنقيطي (50 /25) .
وقد روى الطبري رحمه الله في "تفسيره" (1/80) عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : " حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا : أنهم كانوا يستقرِئون من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذا تعلَّموا عَشْر آيات لم يخلِّفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلَّمنا القرآن والعمل جميعًا " إسناده صحيح .
ولكن لا بد أن يكون القائمون
على الترجمة من ذوي العلم والفهم ، ممن يعرف تفسير القرآن ، ويحسن الترجمة ، لأن
هناك الكثير من التراجم الضعيفة ، بل الفاسدة التي يتحرف بها المعنى .
فلا بد من مراعاة كون الترجمة صحيحة ، يقوم عليها رجال من ذوي الأمانة والعلم
والفهم الصحيح ، ممن يوثق بعلمه ودينه .
والله أعلم .