الحمد لله.
أولا:
الزواج المدني الذي لا يتوافر فيه ولي ولا شهود زواج باطل عند جماهير أهل العلم كما
سبق بيانه في الفتوى رقم : (113867) .
ولكن نصَّ أهل العلم على أنه إذا تم ، وحصل معه الإشهار ، وخلا من الموانع الشرعية
للزواج : فإنه تترتب عليه آثار الزواج الصحيح ، ومنها ثبوت النسب ، ولا سيما إذا
كان الزوجان يعتقدان صحته ، كما ذكرت أنت عن نفسك . ولكن يجب إعادته مستكملا أركانه
وشروطه الشرعية , وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (144712).
ثانيا:
سبق في الفتوى رقم : (101702) بيان حكم
من وطء زوجته في العدة دون نية إرجاعها وبينا أن الراجح من كلام أهل العلم أن
الرجعة لا تحصل بذلك , لكن هذا الوطء لا يعتبر زنا ، بل هو وطء شبهة لأن المرأة
مازالت في العدة .
ولأن القول بحصول الرجعة بذلك ، حتى من غير نية الرجعة ، وإن كان قولا مرجوحا في
نفس الأمر ؛ إلا أن الخلاف فيه معتبر ، وقد قال به جمع من أهل العلم ، وهو مذهب
الأحناف والحنابلة .
وبهذا تعلم أيها السائل أن
ولدك هذا ولد شرعي لا ولد سفاح .
ثالثا:
ما ذكرته في السؤال من أن ولد الزنا في النار قول باطل ، لم يأت به الشرع الحنيف
وهو مخالف للأدلة القطعية التي تدل على أنه لا تكسب كل نفس إلا عليها وأنه لا تزر
وازرة وزر أخرى ، وكل ما ورد في هذا الشأن من كون ابن الزنا في النار ، فنسبته إلى
النبي صلى الله عليه وسلم لا تثبت ، بل هو مكذوب كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (3006).
والله أعلم.