يفكر في تعمد التقصير في الاختبار كي لا ينشر صورته إذا تفوق
سأخضع لأحد الامتحانات ، وأتوقع أن أحرز المركز الأول ، وقد يسعى القسم إلى إذاعة الخبر في الصحافة ، ونشر صوري في الصحف..الخ ، فهل سيقع الذنب عليَّ أم عليهم ؟
وهل يستحسن التراخي قليلاً في الإجابة بحيث لا أحرز المركز الأول لتجنب هذا اللغط ؟
وهل يجوز لي التخمين في إجابة الأسئلة الموضوعية إذا لم أعرف الإجابة الصحيحة ؟
أرجو ذكر الأدلة من الكتاب والسنة .
الجواب
الحمد لله.
ما ننصحك به هو الجد والاجتهاد في الاختبار ، وإحراز المركز الأول والصدارة ،
والسعي الحثيث في التفوق في كل علم أو عمل تقدم ، فذلك من الإتقان الذي يحبه الله
سبحانه ، كما أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا
عَمِلَ أَحَدُكُم عَمَلًا أَن يُتقِنَهُ ) رواه أبو يعلى في " المسند " (7/349)
وحسنه الألباني بشواهده في " السلسلة الصحيحة " (1113).
والتفوق في العلوم النافعة المفيدة هو من القوة التي ينبغي على المسلمين تحصيلها
والحرص عليها ، سواء على مستوى الفرد ، أم على مستوى الأمة والجماعة . فعن أبي
هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ
خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ)
رواه مسلم (2664) .
وما ذكرته عن نشر الصورة لا ينبغي أن يكون مانعا عن تحقيق الصدارة ، فهو – إن وقع –
محظور يسير في جانب المصلحة المتحققة لك ولمجتمعك ، حين يجتاز المسلم الملتزم
بتعاليم دينه الاختبارات الدراسية بتفوق ونجاح ، فلاشك أن ذلك سيعود بالخير عليه
وعلى مجتمعه ، حين يقدم ذلك النموذج الناجح الجامع بين التدين والعلم والتفوق .
ونخشى أن يكون تساؤلك هذا من تسويل النفس الأمارة بالسوء ، لتقعدك عن بذل الجد
والاجتهاد ، وتخوفك من أمر ليس بمخوف ، ولدفعك نحو التعنت في مسيرة تعلمك ، فلا
تلتفت إلى هذا النوع من التفكير ، ولا تتأخر في إجابة الاختبار على أكمل وجه ، دون
تكاسل أو تراخٍ .
ولا حرج عليك في تخمين الإجابة عن الأسئلة التي لا تعرف إجابتها الصحيحة ، فليس من
شرط إجابة الطالب في الاختبار أن يكون متيقنا من معرفة الجواب .
والله أعلم .