الحمد لله.
لا حرج في الدعاء بهذه العبارة ، والأمين ، وإن كان ليس من الأسماء الحسنى ، إلا
أنه يجوز إطلاقه على الله تعالى من باب الإخبار عنه ، لأن معناه صحيح .
قال الله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ) الحشر/ 23 ، والأمين من معاني
المهيمن .
قال البيهقي رحمه الله :
" الْمُهَيْمِنُ: هُوَ الشَّهِيدُ عَلَى خَلْقِهِ بِمَا يَكُونُ مِنْهُمْ مِنْ
قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الْأَمِينُ،
وَقِيلَ: هُوَ الرَّقِيبُ عَلَى الشَّيْءِ وَالْحَافِظُ لَهُ " .
انتهى من "الاعتقاد" (ص59) .
وقال ابن الجوزي رحمه الله :
" فأما "المهيمن" ففيه أربعة أقوال: أحدها: أنه الشهيد ، قاله ابن عباس ومجاهد
وقتادة والكسائي. والثاني: الأمين، قاله الضّحّاك، قال الخطّابي: أصله: مؤيمن،
فقلبت الهمزة هاء، لأنّ الهاء أخَفُّ عليهم من الهمزة. والثالث: المصدّق فيما أخبر،
قاله ابن زيد. والرابع: أنه الرقيب على الشيء، والحافظ له، قاله الخليل " .
انتهى من "زاد المسير" (4/ 264) .
وقال ابن عطية رحمه الله :
" الْمُهَيْمِنُ معناه: الأمين والحفيظ ، قاله ابن عباس " .
انتهى من "تفسير ابن عطية" (5/ 292) .
وقال الزجاج رحمه الله :
" (الْمُهَيْمِنُ) : جاء في التفسير أنه الشهيد، وجاء في التفسير أنه الأمين " .
انتهى من "معاني القرآن" (5/ 150) .
وقال الفيروزآبادي رحمه الله :
" المُهَيْمِنُ، وتُفْتَحُ الميمُ الثانِيَةُ: من أسماءِ اللهِ تعالى، في معنى
المؤمِنِ، مَن آمَنَ غيرَهُ من الخوفِ، أو بمعنى الأَمينِ، أو المُؤْتَمنِ، أو
الشاهِدِ " .
انتهى من "القاموس المحيط" (ص 1240) .
ومن معاني الأمين في اللغة : الحافظ . والحافظ من أسماء الله تعالى الحسنى .
انظر : "تاج العروس" (34/193) ، "لسان العرب" (13/21) .
ومن معاني الرقيب : الأمين ، والرقيب من أسماء الله الحسنى .
انظر : "المحيط في اللغة" (1/ 475) ، "الدلائل في غريب الحديث" (1/ 175)
وقد قدمنا في جواب السؤال
رقم : (177221) أنه يجوز " الإخبار " عن
الله تعالى بأسماء لها معانٍ حسنة دلَّت على معانيها أفعال وصفات له تعالى ثابتة
بالكتاب والسنَّة .
فضابط الإخبار الجائز عن الله تعالى : أن يُخبر عنه بمعنى صحيح لم يُنفَ في الكتاب
والسنَّة، وأن يكون قد ثبت جنسه فيهما .