الحمد لله.
وهذا حديث موضوع ، فإن
الكلبي كذاب .
قال سفيان : قال لى الكلبي : كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب .
وقال أحمد بن زهير: قلت لأحمد بن حنبل : يحل النظر في تفسير الكلبى ؟ قال: لا.
وقال ابن حبان : مذهبه في الدين ، ووضوح الكذب فيه : أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق
في وصفه ، يروى عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير ، وأبو صالح لم ير ابن عباس ، ولا
سمع الكلبى من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف ، لا يحل ذكره في الكتب ، فكيف
الاحتجاج به ؟!" انتهى "ميزان الاعتدال" (3 /557-559) .
ورواه الخطيب في "تاريخه"
(10/118) من طريق إسماعيل بن زياد السكوني ، عن جويبر عن الضّحاك عن ابن عبّاس .
وإسماعيل .. قال عنه ابن حبان : " شيخ دجال لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل
القدح فيه " انتهى من " ميزان الاعتدال" (1/ 230) .
وجويبر هو ابن سعيد الأزدي ، متروك ، كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما ، وضعفه
ابن المديني جدا .
"ميزان الاعتدال" (2/222) ، "التهذيب" (2/106) .
والضحاك لم يلق ابن عباس .
وله شاهد يرويه أبو الحسن
النيسابوري في "أسباب النزول" (ص 457).
وفي إسناده عبيد بن كثير العامري : قال الأزدي والدارقطني: متروك الحديث.
" ميزان الاعتدال " (3/ 23) .
وقال ابن كثير رحمه الله :
" وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : جَاءَ مَالِكٌ الْأَشْجَعِيُّ إِلَى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال لَهُ: أُسِرَ ابْنِي عَوْفٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَرْسِلْ إِلَيْهِ أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم يأمر أَنْ تُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا
بِاللَّهِ) ... فذكر الحديث ، رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ " .
انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/ 170) .
وهذا معضل .
وقال الثعلبي في "تفسيره"
(9/ 336) ، وتبعه البغوي في " تفسيره " (5/109) :
" قال أكثر المفسرين : نزلت هذه الآية في عوف بن مالك الأشجعي ، وذلك أنّ المشركين
أسروا ابنا له يسمّى : سالما، فأتى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله
إنّ العدوّ أسر ابني وشكا إليه أيضا الفاقة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
( ما أمسى عند آل محمد إلّا مُدٌّ ، فاتّق الله واصبر ، وأكثر من قول: لا حول ولا
قوة إلّا بالله) .
وروى ابن جرير (23/ 447) عن السدي : " أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
يقال له عوف الأشجعي ، كان له ابن ، وأن المشركين أسروه ، فكان فيهم ، فكان أبوه
يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيشكو إليه مكان ابنه ، وحاله التي هو بها وحاجته
، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره بالصبر ويقول له: إن الله سيجعل له
مخرجا، فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا إذ انفلت ابنه من أيدي العدو، فمر بغنم من أغنام
العدو فاستاقها، فجاء بها إلى أبيه ، وجاء معه بغنى قد أصابه من الغنم ، فنزلت هذه
الآية: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) .
ثم رواه بنحوه عن سالم بن أبي الجعد ، ليس فيه ذكر : " لا حول ولا قوة إلا بالله "
وهذان مرسلان .
وروى الحاكم (1993) ،
والبيهقي في "الدلائل" (6/106) عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: " أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وَأُرَاهُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ
بَنِي فُلَانٍ أَغَارُوا عَلَيَّ فَذَهَبُوا بِابْنِي وَإِبِلِي ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ كَذَا وَكَذَا
أَهْلَ بَيْتٍ - وَأَظُنُّهُ قَالَ تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ - مَا فِيهِمْ صَاعٌ مِنْ
طَعَامٍ، وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَاسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ) ، قَالَ:
فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ، قَالَتْ: مَا رَدَّ عَلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَخْبَرَهَا، قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثِ الرَّجُلُ أَنْ
رُدَّ عَلَيْهِ إِبِلُهُ، وَابْنَهُ أَوْفَرَ مَا كَانُوا، فَأَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، " فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ
فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَأَمَرَهُمْ بِمَسْأَلَةِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبْ) .
وليس فيه : " لا حول ولا قوة إلا بالله " .
وإسناده ضعيف ، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه .
ثم رواه البيهقي عن أبي عبيدة مرسلا بدون ذكر أبيه .
والحديث ضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (972) .