الحمد لله.
فالإسلام هو : الحنيفية
السمحة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن خُلُقه : اللطف والرأفة والرفق
، ومِن أولى الناس بذلك : الزوجة التي أمر الله تعالى بمعاشرتها بالمعروف ، والرفق
هو من المعروف ؛ بل إنه من أعرف المعروف.
ومن هنا نعلم أن توجيه الزوج لزوجه لا بد وأن يكون في إطار من الرحمة والرفق ، وبما
يحافظ على طبيعة العلاقة الزوجية التي جعلها الله تعالى مبنية على المودة والرحمة .
لكن إن فرطت الزوجة في حق من حقوق الله تعالى ، أو حقوق الزوج ، وأصرت على المخالفة
مع نصح الزوج لها : فإنها حينئذ تكون ناشزا ، وللزوج أن يتعامل معها وفق ما شرعه
الله تعالى بخصوص النشوز ، والذي يشمل الوعظ ، والهجر في المضجع ، والضرب الخفيف
غير المبرح .
ولتعلم الزوجة أنها بنشوزها تسقط حقها في النفقة والقسم ، وسائر الحقوق الشرعية
التي أوجبها الله تعالى لها على زوجها, ويراجع للفائدة الفتوى رقم : (33597).
فإن كان ما تفعله الزوجة
منكرا ظاهرا ، وقدر الزوج على تغيير هذا المنكر ، ولو بالقوة : فليفعل ؛ ما لم
يترتب على ذلك شر كبير ، ومفسدة عظيمة .
فلو كانت مثلا تخرج متبرجة ، وقدر على إلزامها بالحجاب الشرعي ، ولو بالقوة :
فليفعل ؛ ما لم يؤد ذلك إلى منكر أكبر ، أو مفسدة كبيرة , لأن إنكار المنكر فرض ،
في الجملة ، وقد يتعين أحيانا على بعض الناس .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :" وقد يكون الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر فرضَ عينٍ ، وذلك في حق من يرى المنكر ، وليس هناك من ينكره ، وهو قادر على
إنكاره ، فإنه يتعين عليه إنكاره لقيام الأدلة الكثيرة على ذلك ، ومن أصرحها قول
النبي صلى الله عليه وسلم : (مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع
فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) أخرجه مسلم في صحيحه" انتهى من "
فتاوى الشيخ ابن باز " ( 3 / 212 ) .
وأما الأشياء الصغيرة ، والتي ورد في السؤال وصفها بأنها "تافهة" فإنه لا ينبغي أن
تكون مثار اهتمام الزوجين كليهما ، بل ينبغي التغاضي عنها والتجاوز عنها حتى تستقيم
الحياة الأسرية .
وإلا فلو أثار كل من الزوجين مشكلة مع الآخر بسبب مثل هذه الأشياء لتحولت الحياة
إلى جحيم .
ومعلوم أنه لابد أن يقع بين الزوجين اختلافات في أشياء كثيرة ، والعاقل هو من
يتغاضى ويتجاوز ويضيق دائرة الخلاف إلى أضيق قدر ممكن .
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين .
والله أعلم.