الحمد لله.
ولا نعلم عن أحد من الصحابة
رضي الله عنهم ، أو التابعين ، أو أهل العلم : أنه أطلق لفظ " اللوطي " على من
يمارس الغناء أو الرقص .
وإنما يطلق عليه عندهم : " مُخَنَّث " ، وهو الرجل المتشبه بالنساء، في مشيته
وكلامه وتعطفه وتلينه .
" معجم لغة الفقهاء " (ص 417) .
قال ابن عبد البر رحمه الله :
" لَيْسَ الْمُخَنَّثُ الَّذِي تُعْرَفُ فِيهِ الْفَاحِشَةُ خَاصَّةً ، وَتُنْسَبُ
إِلَيْهِ ، وَإِنَّمَا الْمُخَنَّثُ شِدَّةُ التَّأْنِيثِ فِي الْخِلْقَةِ ، حَتَّى
يُشْبِهَ الْمَرْأَةَ فِي اللِّينِ وَالْكَلَامِ ، وَالنَّظَرِ وَالنَّغمَةِ ،
وَفِي الْعَقْلِ وَالْفِعْلِ، وَسَوَاءٌ كَانَتْ فِيهِ عَاهَةُ الْفَاحِشَةِ ، أَمْ
لَمْ تَكُنْ .
وَأَصْلُ التَّخَنُّثِ : التَّكَسُّرُ وَاللِّينُ " انتهى من " التمهيد "(22/ 273)
.
فمن يغني ويرقص يتشبه
بالنساء في تكسرهن وميوعتهن ، ومن ثَم أطلق عليه العلماء : مخنّثا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" لَمَّا كَانَ الْغِنَاءُ وَالضَّرْبُ بِالدُّفِّ وَالْكَفِّ مِنْ عَمَلِ
النِّسَاءِ ، كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ الرِّجَالِ
مُخَنَّثًا، وَيُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث، وَهَذَا مَشْهُورٌ
فِي كَلَامِهِمْ " .
انتهى من " مجموع الفتاوى " (11/ 565) .
ثانيا :
ما انتشر بين الناس ، وعلى مواقع التواصل : أن أحد الصالحين سئل : لماذا يكون هواء
الفجر نقيا؟ فقال : " لأنه يخلو من أنفاس المنافقين " : لا نعلم له أصلا في الشرع ،
ولا وجدناه عن أحد من أهل العلم ، فلا حاجة للانشغال به ، لأنه لم ينسب إلى قائل
معين .
والله أعلم .