الحمد لله.
أما ما زاد على مجرد الرؤية
كاصطحابه معه إلى بيته وأسرته ، فهذا الاصطحاب ليس فيه مصلحة معتبرة للولد في هذه
السن ( وهو عامان ) وإنما المصلحة هي للوالد وأسرته لإزالة الشوق والاستمتاع ببعض
الوقت معه .
ففي مثل هذه الحال لا يظهر من نصوص الشرع ما يلزمك الإذن له بذلك ، لكن تدخل هذه
الحالة في خلق المعاملة الحسنة .
قال الله تعالى : ( وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) المائدة /93 .
وعن عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ ،
وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِر ِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى
إِلَيْهِ ) رواه مسلم (1844) .
وكما أحسن الله إليك بأن جعل الحضانة حق لك فلا تتألمين لمفارقة ولدك ، فعليك أن
تقدري هذا وتحسني إلى والده وأسرته فتسمحي لهم بلقاء ولدهم لبعض الوقت يزيلوا به
ألم الفراق والشوق إذا لم تخافي ضررا على الولد .
لكن إذا كان هناك ضرر محقق
وليس مجرد وساوس كأن تخافي أن يفر الوالد بالابن ويمنعك من حضانته ونحو هذا ففي هذه
الحالة لك الحق في منعه من اصطحابه معه إلى بيته دفعا للضرر.
أما اتصاله بك من أجل
محادثته لابنه ورؤيته عبر الانترنت ، فيمكنك إحالته إلى والدك للتحدث معه في شؤون
ابنه ولا يلزمك التواصل معه لأنك أجنبية عنه ، لكن لا يعني هذا أن تهملي المعاملة
الحسنة ، وعليه فلا تمنعيه من صلة ولده إذا اقتضى الأمر أن يكون عن طريقك ولكن وفق
الضوابط الشرعية فاحرصي أن يكون أحد محارمك معك أثناء فتح وسيلة الاتصال وإذا احتجت
أن تظهري أمام الكاميرا فلا تظهري إلا بحجاب شرعي كامل لأنه أجنبي عنك .