الحمد لله.
والذي ننصحك به أنت وصديقتك هو الحرص على إكمال الدراسة والانتهاء منها ، وأن تكون إحداكما عونا للأخرى على طاعة الله وتذكيرها إذا نسيت أو أخطأت ، وأن تقللا الاختلاط بقدر الإمكان ، ولا داعي لإحداث مشاكل مع الوالدين بسبب هذه الدراسة ، فإن ذلك سيؤثر ويفسد العلاقة بين صاحبتك وأبويها ، من غير مصلحة مرجوة من هذا .
فصبرها على إنهاء الكلية ، بعد هذا الشوط الذي قطعتماه : أولى ، وأحسن عاقبة من تلك المشاكل مع أسرتها .
والقاعدة الشرعية : أنه يغتفر في الاستدامة ، ما لا يغتفر في الابتداء ؛ بمعنى أنكما ما دمتما قد شرعتما في هذه الدارسة فعلا ، بل قطعتما فيها شوطا كبيرا ، حتى أصبح المتبقي منها ، أقل مما فات : فهنا يقوى جانب الإكمال ، مع الالتزام بما سبق ذكره من الآداب الشرعية ؛ وأما لو كان السؤال قبل البدء في الدراسة ، فربما كان يترجح جانب الترك ، والبحث عن بديل ملائم للدراسة ، ما أمكن .
وعلى كل حال : فيمكنكما ، بعد الانتهاء من الكلية : أن تدرسا العلم الشرعي ، بل يمكنكما الآن أن تدرسا ما تحتاجان إليه ، ثم بعد ذلك يكون التفرغ والإقبال أكثر على العلم الشرعي .
نسأل الله تعالى لكما التوفيق والثبات .
والله أعلم .