الحمد لله.
أولا :
وردت هذه الجملة في حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (8607) قال حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ : ( لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، وَلَا يَدْعُو بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ وَثِقَ بِعَمَلِهِ، فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا ) .
وهذا الإسناد فيه ابن لهيعة ، واسمه عبد الله بن لهيعة بن عقبة : اختلط في آخر عمره ، فضعفه جماعة من العلماء من أجل ذلك ، ينظر : " التهذيب " (5/327-331) ، و" ميزان الاعتدال " (2/475-484) .
وقد روي هذا الحديث بعدة طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وكلها مروية بغير هذه الزيادة .
فمن ذلك طريق معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة كما في صحيح مسلم (2682) .
وطريق الزهري عن أبي عبيد مولى ابن أزهر عن أبي هريرة في البخاري (7235) .
وطريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة عند النسائي (1818) .
ولذلك قال محققوا المسند عن هذا الحديث : " حديث صحيح دون قوله ( إلا أن يكون قد وثق بعمله ) فإنها زيادة منكرة، وابن لهيعة سيئ الحفظ " .
فزيادة (إلا أن يكون قد وثق بعمله) : غير ثابتة .
وقد جاء النهي عن تمني الموت بالأسانيد الصحيحة عن جمع من الصحابة ، سوى أبي هريرة ، بغير هذه الزيادة أيضا .
فمن ذلك ما أخرجه البخاري تحت "باب تمني المريض للموت" عن أنس بن مالك ، وعن خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ .
وكذلك أورد هذه الأحاديث مسلم في صحيحه ، وهي في "باب كَرَاهَةِ تَمَنِّى الْمَوْتِ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ" .
وما دام أن هذه الزيادة لم يثبت بإسناد صحيح ، فلا حجة فيها .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (46592) ورقم (105437).
والله أعلم .