الحمد لله.
أولا :
اعلمي أن إلحاح هذه الأفكار ، والتشديد على نفسك فيها ، وفقدانك الراحة بسببها : يستدعي منك مراجعة أخصائية نفسية ، لتقييم هذه الأفكار ، وما يترتب عليها من أعراض القلق ، والتأكد من أنها ليست بأفكار وسواسية تحتاج لتدخلات علاجية طبية .
ذلك بأن مجرد معرفة الحكم الوارد في الجواب ليس كافيا في تهدئة النفس والتخلص من القلق إذا كانت الأفكار الوسواسية الملحة هي السبب الرئيس لهذا القلق .
ثانيا :
من زاد في العدد على الأذكار الواردة لظن أنه لم يقلها بشكل صحيح ، أو بسبب وسواس .
أو لظن أنه لن ينتفع بها إلا إذا كررها عدة مرات .. ونحو ذلك .
فإنه يرجى له أن يحصل له ثواب قراءتها ، وما ترتب على ذلك من حصول الحفظ ونحوه ، ويعفى عنه في هذه الزيادة لكونه لم يتعمد مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله تعالى : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) الأحزاب/ 5
ثالثا :
أما من تعمد الزيادة على العدد الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا عذر ولا تأويل .. فهنا يفرق بين نوعين من الأذكار والأدعية :
الأول : ما يراد به التحصن والاستشفاء والرقية ، كقراءة سورة الفاتحة ، وآية الكرسي ، والمعوذات .. ونحوها ... فالأمر في هذا واسع ، فلو كرره المسلم عدة مرات ، بغرض الحفظ والتحصن من الشيطان : فلا حرج عليه ، ولا يُنهى عن ذلك .
الثاني : ما يراد به التعبد المحصن ، كالأذكار الواردة بعد التسليم من الصلاة ، فالذي ينبغي للمسلم أن يقتصر على العدد الوارد في السنة ، ولا يزيد عليه .
إلا أن هناك بعض الأذكار ، دلت السنة على استحباب الزيادة في تكرارها ، وأنها ليست مقيدة بعدد لا يزاد عليه .
كقول : "سبحان الله وبحمده " ، وقول : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير" مائة مرة في اليوم ، فإن السنة دلت على جواز الزيادة على المائة .
وينظر السؤال رقم (194998) .
والله أعلم .