عندما يكون أحدنا في الحمام ، فهل يكون بمفرده ؟ وهل يمكن أن يتواجد الجن معه وهو في ذلك الموضع ؟ وإذا كان الجواب بنعم ، فما هي الخطوات التي يجب علينا اتخاذها حتى لا تخدش حشمتنا ؟.
الحمد لله.
من المعلوم أن الجن يرى الإنسان دون أن يراه الإنسان ، قال تعالى : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) الأعراف /27 .
ولما كانت الشياطين خبيثة – فإنها تألف الأماكن الخبيثة ، قال الله تعالى : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات ... الآية ) النور / 26 ، ولذلك تحضر الشياطين الأماكن التي يقضي فيها الإنسان حاجته ، وتريد إتباع الأذية والضرر به .
وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم ماذا نفعل حتى يحمينا الله من شر الشياطين إذا دخلنا الخلاء وذلك بأن يقول المسلم قبل دخول المكان : ( بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )
وروى الترمذي برقم ( 606 ) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول : بسم الله ) صححه الألباني في صحيح الترمذي ( 496 ) .
وروى أبو داود ( 6 ) وابن ماجة ( 296 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) صححه الألباني في صحيح ابن ماجه ( 241 )
( الحشوش ) : هي مواضع قضاء الحاجة ، ومنها الكُنُف ( دورات المياه ) التي في البيوت .
( محتضرة ) أي تحضرها الشياطين لقصد إيقاع الأذى بالإنسان .
( الخبث ) أي الشر .
( والخبائث ) المراد النفوس الخبيثة وهي الشياطين ذكورهم وإناثهم ، فيكون استعاذ من الشر وأصحابه . اهـ من عون المعبود
فإذا قال المسلم هذا الدعاء قبل دخول الخلاء أعاذه الله من الشياطين .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
فائدة البسملة : أنها ستر .
وفائدة هذه الاستعاذة : الالتجاء إلى الله عز وجل من الخبث والخبائث لأن هذا المكان خبيث ، والخبيث مأوى الخبثاء فهو مأوى الشياطين فصار من المناسب إذا أراد دخول الخلاء أن يقول : أعوذ بالله من الخبث والخبائث حتى لا يصيبه الخبث وهو الشر ، ولا الخبائث وهو النفوس الشريرة . اهـ الشرح الممتع 1/ 83
والله اعلم .