الحمد لله.
لم نجد ما يدلّ على أن هذه المقولة من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى.
لكن معناها سليم مقبول ، لا غبار عليه ؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فمن سعى في إصلاح قلوب الناس بإخلاص جزاه الله تعالى بأن يصلح قلبه.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" وقد تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل " انتهى، من "مفتاح دار السعادة" (1 / 195).
ومما يدل على هذا أيضا، حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ. ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ العَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ ) رواه الترمذي (2658)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2658).
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" وقوله ( ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ ) إلى آخره؛ أي: لا يحمل الغل ، ولا يبقى فيه ، مع هذه الثلاثة؛ فإنها تنفى الغل والغش، وهو فساد القلب وسخائمه ...
وقوله: ( وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ ) هذا أيضا مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه ، للزومه جماعة المسلمين : يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، ويسوؤه ما يسوؤهم ، ويسره ما يسرهم ... " انتهى. "مفتاح دار السعادة" (1 / 198 - 199).
ولأن الحريص على صلاح قلوب إخوانه المسلمين : لا يكاد ينفك لسانه عن الدعاء لهم بذلك، وهذا موعود بأن يجزيه الله تعالى بمثل ما يدعو به لإخوانه.
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ ) رواه مسلم (2732).
والله أعلم.