الحمد لله.
الذي يظهر من السؤال؛ أن ما تمارسه هذه المرأة هو رقية مشروعة لا يظهر فيها ما هو محرم أو شرك.
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: " كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟
فَقَالَ: (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ) رواه مسلم (2200).
فرقية هذه المرأة محتوية على قراءة القرآن، وفيه الشفاء.
قال الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) الإسراء/82.
قال الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:
" وقوله في هذه الآية: ( مَا هُوَ شِفَاءٌ ) يشمل كونه شفاء للقلب من أمراضه؛ كالشك والنفاق وغير ذلك، وكونه شفاء للأجسام إذا رقي عليها به، كما تدل له قصة الذي رقى الرجل اللديغ بالفاتحة، وهي صحيحة مشهورة " انتهى من "أضواء البيان" (3 /737).
قال النووي رحمه الله تعالى:
" وأما الرقى بآيات القرآن وبالأذكار المعروفة فلانهى فيه بل هو سنة ...
وقد نقلوا الإجماع على جواز الرقى بالآيات وأذكار الله تعالى. قال المازري: جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله أو بذكره، ومنهي عنها إذا كانت باللغة العجمية أو بما لايدرى معناه لجواز أن يكون فيه كفر " انتهى من "شرح صحيح مسلم" (14/169).
والادهان بالزيت رجاء نفعه – بإذنه تعالى- له أصل من الشرع.
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ ) رواه الترمذي (1851)، وابن ماجة (3319)، وحسّنه الألباني بمجموع طرقه، وقال:
" وجملة القول أن الحديث بمجموع طريقي عمر وطريق أبي سعيد يرتقي إلى درجة الحسن
لغيره على أقل الأحوال، والله أعلم.
ويكفي في فضل الزيت قول الله تبارك وتعالى: (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ).
وللزيت فوائد هامة، ذكر بعضها العلامة ابن القيم في " زاد المعاد "، فمن شاء
رجع إليه " انتهى من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/727).
فالحاصل؛ أن رقية هذه المرأة -على حسب الوصف الوارد في السؤال- هي رقية مشروعة، ويجوز أن يذهب إليها بالأطفال الصغار لترقيهم، لكن مع مصاحبة التوكل على الله تعالى، والاعتقاد التام أن الشافي هو الله تعالى وحده.
وينظر جواب السؤال (412818)
والله أعلم.