الحمد لله.
يجب التأدب مع الله تعالى في مخاطبته، بأن يدعى بالأسماء الحسنى، ويخاطب بالأفعال المشرفة، كأن يقال: يا الله، يا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام ، يا أرحم الرحمين ، يا رب العالمين ... ، ونحو ذلك مما هو معتاد معروف في مقام دعاء الله جل جلاله ، ومناجاته .
وأما أن يخاطب رب العالمين , ومالك الملك ، بما يخاطب به المخلوق، كأن يقال: صديقي الله، أو عزيزي الله، فالله جل جلاله مقامه أجل من ذلك ، وما قدر الله حق قدره ، من خاطبه وناجاه بمثل ذلك ، لما فيه من سوء الأدب الظاهر .
بل هذا لا يستعمله الناس مع مَنْ يعظمونه من البشر، فلا يقول أحدهم لعظيم: عزيزي أو صديقي ؛ إذ لا يقال "صديق" إلا للمساوي ، أو المشاكل عادة ؛ فكيف يقال ذلك في حق من ليس كمثله شيء ، ولا له ند ولا شبيه ، مالك الملك ، العظيم ، الكبير المتعال؟!
قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف/180
فالحذر من الاختراع والتقليد ومجاراة السفهاء، وقد وقفنا على شيء مما كتب في هذا الباب، فإذا فيه عبارات في حق الله تعالى تقشعر منها الأبدان، وترجف لها القلوب، تصل بصاحبها للكفر إن كان مسلما، فاللهم لا تؤاخذنا من فعل السفهاء منا.
ويا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام ثبتنا على دينك حتى نلقاك.
والله أعلم.