الحمد لله.
أولا:
ينبغي التفريق بين مشاهدة الصور، أو اللعب بما فيه صور، وبين صناعة هذه الألعاب وتصوير أشخاصها، فالمحرم هو التصوير أو الرسم، لا المشاهدة أو اللعب.
وينظر: جواب السؤال رقم : (166038) .
ثانيا:
الصور المحرمة: صور ذوات الأرواح كالإنسان والحيوان والطير، سواء كانت منحوتة، أو مرسومة على قماش أو ورق أو غيره.
ويخرج من هذا: الصور الرقمية المأخوذة بالفيديو والكاميرات الحديثة، إذا لم تطبع على شيء ثابت كالورق، وينظر: جواب السؤال رقم : (7222) ، ورقم : (238263) ، ورقم : (102262) .
ثالثا:
لعبك بالصور المتحركة، لا يتعلق به حكم التصوير كما تقدم.
رابعا:
النبي صلى الله عليه وسلم حرم التصوير، وذكر فيه الوعيد الشديد، وبين العلة وهو أن التصوير فيه مضاهاة لخلق الله ؛ فلا يختص الأمر بكون الصورة مشتملة على محرم آخر ، كالكذب والافتراء على الأنبياء ونسبتهم إلى الاستقسام بالأزلام .
وقد أمر النبي صلى الله عليه بهتك وقطع الصورة المرسومة على قرام عائشة ، ولم يكن فيها شيء من ذلك.
روى الترمذي (2806) ، والنسائي ، وأبو داود (4158) عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَانِي جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ عَلَيْكَ الْبَيْتَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فِي بَابِ الْبَيْتِ تِمْثَالُ الرِّجَالِ ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ ، فِيهِ تَمَاثِيلُ ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي بِالْبَابِ فَلْيُقْطَعْ ، فَلْيُصَيَّرْ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَلْيُقْطَعْ ، وَيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ مُنْتَبَذَتَيْنِ يُوطَآَنِ ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ فَيُخْرَجْ، فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ ذَلِكَ الْكَلْبُ جَرْوًا لِلْحَسَنِ أَوْ الْحُسَيْنِ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُ ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ ) والحديث صححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
ورواه النسائي (5365) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : "اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( ادْخُلْ ، فَقَالَ : كَيْفَ أَدْخُلُ وَفِي بَيْتِكَ سِتْرٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ ؟ فَإِمَّا أَنْ تُقْطَعَ رُءُوسُهَا ، أَوْ تُجْعَلَ بِسَاطًا يُوطَأُ ، فَإِنَّا مَعْشَرَ الْمَلَائِكَةِ لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ) وصححه الألباني في "صحيح النسائي" .
خامسا:
ينبغي أن تعلم أهمية الوقت، وأن تشغله بما ينفعك في الدنيا والآخرة، من حفظ كتاب الله، وحضور مجالس العلم، أو تلقيه عبر الإنترنت وغيره، أو الانشغال بمساعدة المحتاجين، وإعانة العاجزين، أو بحرفة تدر عليك مالا تنفقه في سبيل الله، فإن الفراغ نعمة لابد من شكرها، وذلك باستغلالها فيما ينفع، وأما اللعب، فلو لعبت سنين فماذا يعود عليك؟!
قال صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ : الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه البخاري (6412).
وروى الترمذي (2417) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ؟) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (47398) ، ورقم : (2267) .
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.