الحمد لله.
كان بلال بن رباح رضي الله عنه مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفصح الناس ، وأعذبهم صوتا .
وما يعتقده بعض العوام والجهال من أنه كان ينطق الشين سينا ، فيقول في الأذان: ( أسهد ) بدلا من ( أشهد )، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( سين بلال عند الله تعالى شين ) كلام لا أصل له ، ولا تعويل عليه .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ترجمته رضي الله عنه :
" كانَ مِنْ أَفْصَحِ النَّاسِ، لَا كَمَا يَعْتَقِدُهُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ سِينَهُ كَانَتْ شِينًا، حَتَّى إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَرْوِي حَدِيثًا فِي ذَلِكَ لَا أَصْلَ لَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( إِنَّ سِينَ بِلَالٍ عِنْدَ اللَّهِ شِينٌ ) " انتهى من "البداية والنهاية" (8/ 305) .
وقال الزركشي رحمه الله:
" قَالَ الْحَافِظ جمال الدّين الْمزيّ : اشْتهر على أَلْسِنَة الْعَوام : أن بِلَالًا رَضِي الله عَنهُ كَانَ يُبدل الشين فِي الأذان سينا، وَلم نره فِي شَيْء من الْكتب " .
انتهى من"التذكرة في الأحاديث المشتهرة" (ص: 207) .
وقال الحافظ السخاوي رحمه الله:
" ترجمه غير واحد ، بأنه كان ندي الصوت ، حسنه ، فصيحه .
وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد اللَّه بن زيد صاحب الرؤيا: ( ألق عليه، أي على بلال، الأذان، فإنه أندى صوتا منك) رواه أبو داود (499) .
ولو كانت فيه لثغة لتوفرت الدواعي على نقلها، ولعابها أهل النفاق والضلال، المجتهدين في التنقص لأهل الإسلام " انتهى من "المقاصد الحسنة" (ص: 397).
وقال العجلوني رحمه الله:
" قال العلامة إبراهيم الناجي: أشهد بالله ، ولله : أن بلالا ما قال "أسهد" بالسين المهملة قط ، بل كان بلال من أفصح الناس ، وأنداهم صوتا " انتهى من "كشف الخفاء" (1/ 465).
والله تعالى أعلم .