الحمد لله.
أولا:
تأثير الحسد : أمر ثابت شرعا ، لكنه لا يخرج عن مشيئة الله تعالى وإذنه.
قال الله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ الفلق /1 -5 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
" ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) والحاسد: هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود ، فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده .
ويدخل في الحاسد : العائن، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس " انتهى. "تفسير السعدي" (ص 937).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( العَيْنُ حَقٌّ ) رواه البخاري (5740) ومسلم (2187).
والإصابة بعين الحاسد ، وإن كانت أمرا غيبيا لا يمكن مشاهدتها؛ إلّا أنه إذا قامت قرائن معقولة على حدوثها -وليس لمجرد وسوسة ومبالغة فيها إلى حد الغلو-، جاز للمسلم أن يجعلها سببا لتلك المصيبة ويرقي منها.
عن أَسْمَاءَ بِنْت عُمَيْسٍ قَالَتْ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ العَيْنُ، أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ " رواه الترمذي (2059) وقال: "وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ".
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (20954) ورقم (135795).
والله أعلم .