الحمد لله.
أولا:
إذا عطس المسلم فحمد الله، فعلى كل من سمعه أن يُشمِّته، بقوله : يرحمك الله، فإذا شمته فإنه يرد عليه بقوله: يهديكم الله ويصلح بالكم، لما روى البخاري (6224) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ : يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ .
وروى البخاري في "الأدب المفرد" (934) عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رب الْعَالَمِينَ ، وَلْيَقُلْ مَنْ يَرُدُّ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَلْيَقُلْ هو: يغفر الله لي ولكم ".
وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" .
وروى أيضا (929) عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِذَا شُمِّتَ: " عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ النَّارِ، يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ " وصححه الألباني.
وروى مالك في الموطأ (1800) عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ إِذَا عَطَسَ فَقِيلَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، قَالَ : " يَرْحَمُنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ ، وَيَغْفِرُ لَنَا وَلَكُمْ ".
وللمسلم أن يختار من ذلك ما يشاء، والأفضل: الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وله أن ينوع في الرد ، فيختار هذا مرة، وهذا مرة .
وينظر السؤال رقم : (67805) .
ثانيا:
الرد بقول : " يهدينا ويهديكم الله " لا نعلم له أصلا في السنة ، ولا في كلام الصحابة ، فلا تترك له السنة الصحيحة الثابتة ، وفعل الصحابة رضي الله عنهم .
وقد سئل ابن عثيمين رحمه الله :
رجل عطس فقلت له: يرحمك الله، فقال: يهدينا ويهديكم الله ؟
فأجاب:
" لا ، هذا غلط، إذا قلت له: يرحمك الله، فقال: يهدينا ويهديكم الله، هذا غلط، لماذا تقدم نفسك؟ الإخوان دعوا لك وحدك، ما قالوا: يرحمنا ويرحمك الله، لكنهم قالوا: يرحمك الله، فقدموا لك الهدية خاصة، كيف أنت تقول: يهدينا ويهديكم الله؟! الصواب أن يكون الرد: يهديكم الله ويصلح بالكم.
إذا قال لك: يرحمك الله، قل: يهديكم الله ويصلح بالكم " .
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (197/ 14) بترقيم الشاملة .
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في مبحث "تصحيح أذكار العطاس" من كتاب: "تصحيح الدعاء" (ص356):
" وقعت مخالفة السنن من جهتين:
الأولى : من جهة العاطس ... "
فذكر من ذلك: " زيادة قول : " يهدينا " فيقول العاطس رادا على من شمته بـ " يرحمك الله " : " يهدينا ويهديكم الله " انتهى .
والله تعالى أعلم.