الحمد لله.
أولا:
(الْمُهَيْمِنُ) في أسماء الله عز وجل: أي؛ الرقيب على كل شيء، باطلاعه، واستيلائه، وحفظه.
قال ابن كثير، رحمه الله في "تفسيره" (8/80) :
وقوله: الْمُهَيْمِنُ قال ابن عباس وغير واحد: أي الشاهد على خلقه بأعمالهم، بمعنى: هو رقيب عليهم، كقوله: (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [البروج : 9] ، وقوله { ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ) [يونس : 46] " انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله:
"وَمِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ: "الْمُهَيْمِنُ"؛ وَيُسَمَّى الْحَاكِمُ عَلَى النَّاسِ، الْقَائِمُ بِأُمُورِهِمْ: الْمُهَيْمِنُ.
قَالَ الْمُبَرِّدُ وَالْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُمَا: الْمُهَيْمِنُ فِي اللُّغَةِ: الْمُؤْتَمِنُ.
وَقَالَ الْخَلِيلُ: الرَّقِيبُ الْحَافِظُ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيَّ: الْمُهَيْمِنُ الشَّهِيدُ.
قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: الْهَيْمَنَةُ: الْقِيَامُ عَلَى الشَّيْءِ، وَالرِّعَايَةُ لَهُ. وَأَنْشَدَ:
أَلَا إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ * مُهَيْمِنُهُ التاليه فِي الْعُرْفِ وَالنُّكْرِ
يُرِيدُ: الْقَائِمُ عَلَى النَّاسِ بِالرِّعَايَةِ لَهُمْ." انتهى من "مجموع فتاوى ابن تيمية" (17/43).
ثانيا:
لا يجوز التسمي باسم "المهيمن"؛ هكذا بإطلاق اللفظ، وتعريفه بـ"الـ"؛ لأنه ، بهذا الوضع ، من الأسماء المختصة بالله سبحانه وتعالى.
قال النووي في شرح حديث (إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ لَا مَالِكَ إِلَّا اللَّهُ) :
"التَّسَمِّيَ بِهَذَا الاسم حرام، وَكَذَلِكَ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمُخْتَصَّةِ بِهِ، كَالرَّحْمَنِ، وَالْقُدُّوسِ، وَالْمُهَيْمِنِ، وَخَالِقِ الْخَلْقِ وَنَحْوِهَا" انتهى من "شرح مسلم" (14/122).
وأما "مهيمن" بلا إطلاق، مجردا من الألف واللام، فالأمر فيه أخف، ولو وصف به شخص مقيدا، فقيل: مهيمن الدار، أو ميهمن المدرسة، ونحو ذلك: بان المعنى، وزال المحذور.
والأحوط: ترك التسمي بذلك، بكل حال؛ لما فيه من الإشكال والاشتباه؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ ) رواه الترمذي (2518) وقال: "حديث صحيح".
والأفضل لمن سُمي بهذا الاسم أن يغير اسمه إلى غيره من الأسماء الحسنة كعبدالله أو عبدالرحمن أو عبدالمهيمن أو غير ذلك .
وينظر جواب السؤال: (223855)، (130943).
والله أعلم .