الحمد لله.
أولا:
هذه الألفاظ التي ذكرت لا يقع بها الطلاق. والطلاق بيد الرجل لا بيد المرأة، ولو أراد الطلاق لطلقها صراحة ولم يطلب منها تركه، والظاهر أنه لا يريد أن يكون القرار منه.
ثانيا:
النصيحة لهذا الزوج أن يبقى على زوجته، وأن يحسن إليها، ويرضى بها، فحسبه أن تكون امرأة صالحة تحبه وتسعى لإرضائه.
ثم ليحمد الله على ما من عليه من زوجة صالحة مؤمنة، ولو كان فيها من القصور أو التقصير ما فيها؛ فأي الناس هو الكامل، وأينا لا عيب له، ولا تقصير عنده .
وكم من الناس قد ابتلي بالمرأة الشداقة، البراقة؛ تكثر الكلام فيما يعنيها ولا يعنيها، وتكثر التطلع والنظر، والخلطة الزائدة الفاسدة المفسدة!!
فليحمد الله على العافية، ولينظر إلى ما حباها الله من حسنات، وفضائل، ولا يجعل نظره قاصرا على ما عندها من تقصير.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) رواه مسلم (1469).
(لا يفرك) أي لا يبغض .
والمعنى: أنه لا ينبغي للمؤمن أن يبغض مؤمنة ، لأنه إن وجد فيها خلقا سيئاً يكرهها بسببه، فسيجد فيها خلقا آخر محمودا يحبها بسببه ككونها عفيفة أو رفيقة به أو مطيعة . . . أو غير ذلك من الأخلاق الحسنة.
فإن لم يتمكن الزوج أن يتجاوز هذه الأزمة، ورغب في امرأة تقاربه في التفكير والاهتمامات؛ فليتزوج من أخرى، فإن الرجل له أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، بشرط العدل.
وزواجه من ثانية خير من الطلاق، ومن تعريض الطفل لحياة بائسة غالبا يفقد فيها دفء الأسرة ورعايتها.
والله أعلم.