الحمد لله.
حديث : طوبى لمن رأى عكة ، ذكره غير واحد من أهل اللغة والتاريخ بغير إسناد ، منهم :
الجوهري في "الصحاح" (4/ 1601) ، فقال : ( وفى الحديث : طوبى لمن رأى عكة ) .
وابن منظور في "لسان العرب" (10/ 470) .
وممن ذكره أيضا: الفارابي في "معجم ديوان الأدب" (3/ 15) ، وياقوت الحموي في "معجم البلدان" (4/ 144) .
ومعلوم أن الأحاديث لا تؤخذ من كتب اللغة والأدب ، وإنما تؤخذ من كتب السنة المعتمدة التي تروي الأحاديث بأسانيدها ، فعدم وجود هذا الحديث في كتب السنة: دليل على أنه لا أصل له .
وقد قال بذلك غير واحد من أهل العلم ، كعبد الرزاق البيطار في "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر" (ص: 1253) فقال :
" ولما رأيت الجوهري وتابعه صاحب "المختار" أوردا (طوبى لمن رأى عكا) ، هززت عطفي لتحقيق الحق وإرشاد الأمجاد ، وسميت الرقيم : "تحذير أعلام البشر من أحاديث عكا وعينها المسماة بعين البقر" ، وينحصر المسطور في مقدمة وخاتمة ، فيها تمام المقصد ، وقد لبست حلة الإنصاف التي هي سنة علماء السنة. والله الهادي وعليه اعتمادي وبه الحول والقوة ومنه المنة " انتهى.
وقال الشيخ محمد أبو شهبة في "الوسيط في علوم ومصطلح الحديث" (ص: 357) : " وما ذكره صاحب "مختار الصحاح" في مادة "عك", وهو حديث : " طوبى لمن رأى عكة " ، وهو لا أصل له عند المحدثين " انتهى.
والمراد بعكة : مدينة عكا الفلسطينية على ساحل البحر المتوسط .
قال ياقوت الحموي : " وعكة : اسم بلد على ساحل بحر الشام من عمل الأردن ، وهي من أحسن بلاد الساحل في أيامنا هذه وأعمرها " انتهى من "معجم البلدان" (4/ 143).
والله أعلم.