ما صحة هذا الحديث، روى ابن مردويه عن ابن مغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البيت الذي تقرأ فيه سورة الكهف لا يقربه الشيطان تلك الليلة)؟
الحمد لله.
هذا الخبر نسبه السيوطي في كتابه "الدر المنثور" (5/356) إلى ابن مردويه، حيث قال رحمه الله تعالى:
" وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه: عَن عبد الله بن مُغفل، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْبَيْت الَّذِي تقْرَأ فِيهِ سُورَة الْكَهْف، لَا يدْخلهُ شَيْطَان تِلْكَ اللَّيْلَة" انتهى.
فلم يذكر إسناده، وتفسير ابن مردويه لم نقف على نسخة تامة منه، ونسخته التي وقفنا عليها، مع عزتها: لم نر فيها تفسير سورة الكهف.
وقد نسبه السيوطي أيضا في "الجامع الكبير" (3/592) إلى مصنفات أخرى، فقال:
" (الْبَيتُ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْكَهْفِ (أَو الْبَقَرَةِ) لَا يَدْخُلُهُ شَيطَانٌ تِلكَ اللَّيلَةَ).
طب، وابن مردويه، وأَبو الشيخ: عن عبد الله بن مغفل " انتهى.
وأبو الشيخ في كتابه "ثواب الأعمال"، كما بيّن ذلك في كتاب "كنز العمال" (1/578).
وكتاب "الثواب" هذا أيضا مما لا يعلم له وجود الآن.
وأما الطبراني فقد ساق إسناده ابن كثير في كتابه "جامع المسانيد" (5/409)، لكن ورد في متنه سورة البقرة، حيث قال:
" رواه الطبرانى: من طريق عبد الواحد بن غياثٍ، عن عدى بن الفضل، عن على بن زيدٍ، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْبَيْتُ الَّذِى تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ لاَ يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ " انتهى.
وهذا إسناد ضعيف جدا، ففيه عدى بن الفضل، وهو متروك الحديث.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" عدي بن الفضل، عن: أيوب وغيره، تركوه " انتهى من "المغني في الضعفاء" (2/431).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" عدي بن الفضل التيمي، أبو حاتم البصري: متروك " انتهى من "التقريب" (ص 388).
قال الهيثمي رحمه الله تعالى:
" وعن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان تلك الليلة ).
رواه الطبراني، وفيه عدي بن الفضل وهو ضعيف " انتهى من "مجمع الزوائد" (6/312).
وشيخه علي بن زيد، فيه ضعف، كما بيّن هذا جمع من أئمة الحديث.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" علي بن زيد بن جدعان، صالح الحديث: قال حماد ابن زيد: كان يقلب الأحاديث. وذكر شعبة أنه اختلط، وقال أحمد: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ليس بقوي، يهم ويخطئ. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين. " انتهى من "المغني" (2/447).
فالخلاصة: أن هذا الخبر ليس بثابت؛ لأنه لا يعرف له إسناد صحيح.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(191491)، ورقم:(327644).
والله أعلم.