الحمد لله.
أما تسمية المولود بـ ( ذي القرنين ) ؛ فالأصل أنه لا حرج فيه ؛ إذ ليس هناك ما يمنع من ذلك!
وإذا كان التسمي بأسماء الأنبياء جائزًا عند أكثر العلماء ؛ والتكني بكنى كبار الصحابة كأبي بكر وأبي عبيدة جائزًا ؛ فالتسمية والتلقيب بأسماك الملوك والعباد الصالحين يجوز من باب أولى ؛ إذ إن ذا القرنين المذكور في سورة الكهف ، كان ملكًا من ملوك الأرض وعبدًا صالحًا مسلمًا ، طاف الأرض يدعو إلى الإسلام ويقاتل عليه من خالفه ، فنشر الإسلام وقمع الكفر وأهله وأعان المظلوم وأقام العدل .
ولكن ينبغي على من أراد تسمية مولوده بـ( ذو القرنين ) أن يراعي عرف البلد الي يعيش فيه.
والظاهر من عادات الناس، وأعرافهم في بلدانهم : أن هذا الاسم سوف يكون مستنكرًا ، أو مستغربًا في البلد ، الذي يقيم فيها الشخص ؛ والغالب أنه سيجلب على صاحبه الاستنكار والاستهزاء من عوام الناس ؛ فيضطر لتغييره بعد ذلك ! أو على أقل تقدير: سوف يكون من أسماء "الشهرة"، و"ألقاب الغرابة" بين الناس.
ولأجل ما ذكرناه، من المحاذير التي يغلب على الظن أنها تترتب على هذا الاسم، نرى منع التسمية به ، من هذا الوجه.
والأفضل أن يختار الرجل لولده اسمًا حسنًا لا يختلف أحد في حسنه ، معتادا بين الناس، يألفونه، ولا يستنكرونه، ولا يشار إلى صاحبه بعلامة الشهرة، والاستغراب، إذا سمعوه تسميه به.
فيتخير من الأسماء ما يغني عن مثل هذه الغرائب، مثل : عبد الله ، عبد الرحمن ، عبد الرحيم ، عبد العزيز ، أحمد ، محمد ، محمود ، همام ، حارث ، عمر ، علي ... ونحو ذلك .
قال الشيخ العثيمين رحمه الله : " ينبغي للإنسان أن يحسن اسم ابنه أو بنته ، وأحب الأسماء إلى الله : عبد الله وعبد الرحمن . وكل ما أضيف إلى الله فهو أفضل من غيره ، مثل : عبد الله ، عبد الرحمن ، عبد الرحيم ، عبد العزيز ، عبد الوهاب ، عبد الكريم ، عبد المنان ، وما أشبه ذلك " انتهى بتصرف يسير من "اللقاء الشهري" (2/171) .
والله أعلم.