الحمد لله.
2- وقول الأخت السائلة إنها تحب شخصا مسلما : نقول : لا ينبغي للمسلمة أن تقع في ما وقع فيه غيرها من أمثال هذه الترّهات والسفاسف والعلاقات المحرمة ، والحب الذي يُسمع عنه ويقرأ عنه : هو من تزيين الشيطان وتلبيسه ، وهو يوقع في الغالب فيما حرَّم الله تعالى ، ومن وقع في قلبه الإعجاب بفتاة فليس له إلا طلبها من وليها ليرتبط معها بعقد الزواج .
3- أما قول والدة الرجل إن المسلمين الجدد لا يمكن أن يكونوا مسلمين جيدين : فقول باطل ، وهل الصحابة رضي الله عنهم إلا مسلمين جدد باعتبار ما كانوا عليه من الشرك ؟! وهل يشك مسلم في دينهم وخلقهم ؟ وكذلك رأينا كثيراً من المسلمين الجدد خيراً من كثير من المسلمين ( بالوراثة ) بأضعاف مضاعفة ! فلا كون المسلم جديداً يعني أن لن يصير جيداً ، ولا كون المسلم قديما يعني أنه جيد ، والعبرة بالتقوى والعمل الصالح ، مع بقاء فضل السّبق إلى الإسلام والقِدم في عبادة الله .
4- ولا مانع من إخفاء الرجل زواجه عن والديه ، وخاصة إذا كان في زواجه من الأخت مصلحة لها وقلّما يوجد من يساعدها في تخطّي المصاعب ، والولي يعتبر شرعاً للمرأة لا للرجل ، وإن كنا نحبذ أن يوافق أهله على المرأة بعد إقناعهما لما فيه من المصلحة العظيمة التي قد تفتقد كثيراً فيما لو عرفوا بإخفاء ولدهم أمر زواجه .
5- وقول الزوج إنه يريد دعوة الولدين إلى الإسلام قول طيب وعمل موفق ، ونسأل الله له الإعانة عليه ، وأن يكفيه شر والدهم الهندوسي ، ونوصيهما - إذا حصل الزواج - أن لا يُظهرا قضية دعوة الولدين للإسلام إذا كان ذلك يُؤدّي إلى انتزاع الكافر لولديه عبر المحاكم الكافرة وعليكما العمل بحكمة .
6- وعلى المرأة السائلة أن لا تزوّج نفسها بنفسها ولو كانت ثيباً فإن الشرع لا يجيز لها ذلك ، وإن لم يكن لها وليٌّ مسلم من عصبتها ، فوليها القاضي أو من يقوم بأمر المسلمين في بلدها مثل رئيس المركز الإسلامي أو من ينوب عنه .
7- وعليهما الاستعانة بالله تعالى على المشكلتين اللتين تؤرقهما - وخاصة الأخت السائلة - وليعلم كل أحد أنه من توكل على الله ، فإنه يجعل له من أمره يسراً ، ويجعل له مخرجاً ، وعليها بالدعاء بصدق ، وأن يحاول الرجل قدر الاستطاعة نصح أهله وتغيير فكرتهما عن المسلمين الجدد بضرب الأمثلة الحية على عكس ما يقولون .
8- وإذا كان الزواج سيفقد السائلة حق حضانتها لولديها فلا ننصحها بالزواج الآن خشية على نفسين أن يكونا من وقود النار في الآخرة ، اللهم إلا إن خشيت على نفسها الوقوع في الفاحشة ، فإنها تتزوج من المسلم الذي أخبرت عنه ، بشهود ووليٍّ كما سبق ، وإشهار النكاح من السنة ولا يلزم إعلانه رسميا وورقيا ولكن على هذه الأخت أن تعيش في بيئة مسلمة محافظة يعلمون بأمر زواجها لئلا تجلب على نفسها كلاما في عرضها ، وإذا كان مما يحسّن الحال أن تغادر البلد الذي فيه زوجها إلى بلد آخر تأخذ فيه حريتها وتحتضن ولديها ويمكنها الزواج من أي مسلم موحّد يحافظ عليها وعلى ولديها فلتفعل ذلك .
9- ولا بد من الدعاء واللجوء إلى الله ليكشف الكرب ويفرج الهم ، ونحن ندعو لها بأن يوفقها الله لما يحب ويرضى .
والله أعلم .