أريد أن أصوم لكن آخذ علاج الكورتيزون ، فحصلت له معاد قبل الفجر ، ولكن نسيت أن آخذه ، وبعدها تذكرت بعد أن أذن الأذان فاضطررت إلى أخذه ؛ لأن عدم أخذه يسبب توقف الكلى ، فهل أكمل صيامي أم أفطر ؟
الحمد لله.
أولا :
ظاهر سؤالك أن أخذ الكورتيزون عن طريق الفم ، إما في صورة حبوب ، وإما في صورة شراب.
فإن كان الأمر كذلك، وكان أخذه بعد تحقق طلوع الفجر: فإنه يكون مفسدا للصوم ، ويكون عليك قضاء هذا اليوم بعد انتهاء رمضان ، لأنك مريض ، وقد رخص الله تعالى للمريض أن يفطر في رمضان ويقضي الأيام التي أفطرها . قال الله تعالى : وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ البقرة/185.
وأما إن كان أخذ الكورتيزون كان عن طريق الحقنة (الإبرة) فإنه لا يكون مفسدا للصوم ، لأن الراجح من أقوال العلماء أن الحقنة لا تفسد الصيام إلا إذا كانت للتغذية ، كالمحاليل التي تُعطى لبعض المرضى . وينظر بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (38023) .
ثانيا :
ذكرت في سؤالك أن أخذك للدواء كان بعد أذان المؤذن ، والمؤذنون في عامة المدن والقرى إنما يعتمدون على التقاويم التي تحدد مواعيد الصلوات فلكيا ، ولا يعتمدون على رؤية الفجر بأعينهم، لأن هذا متعذر في المدن والقرى غالبًا .
وقد اشتهر الخلاف حول وجود خطأ ما في بعض هذه التقاويم في تحديد وقت صلاة الفجر ، وعقدت لذلك لجان في بعض الدول الإسلامية ، وتوصلت بعض اللجان الموثوق في أهلها: إلى أن طلوع الفجر الصادق يكون بعد ما هو محدد في بعض تلك التقاويم بوقت يسمح بما ذكرت من أخذ الدواء، أو يزيد .
وذهب إلى هذا القول بعض العلماء كالشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله ، كما ذهب إلى ذلك أيضا بعض المختصين والمهتمين بالعلوم الفلكية .
وتختلف هذه الدقائق بحسب اختلاف فصول السنة ، وبحسب الزاوية التي اعتمدتها الدولة لحساب طلوع الفجر فلكيا .
فنظرا لاشتهار القول بوقوع هذا الخطأ، صارت هذه التقاويم غير مفيدة لليقين بطلوع الفجر ، وقد أباح الله تعالى للصائم أن يأكل ويشرب حتى يتيقن طلوع الفجر ، فقال تعالى : وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ البقرة/187 .
فالذي يظهر – والله أعلم – أن تناولك الدواء إن كان بعد الأذان بوقت يسير، لم يتحقق به طلوع الفجر: فصيامك صحيح ، وإن كان بوقت طويل فعليك قضاء هذا اليوم .
تنبيه :
والأفضل للمسلم أن يمسك عن الطعام والشراب مع التقويم، على كل حال، لأن هذا أحوط للصيام .
وينظر جواب السؤال رقم : (66202) .
والله أعلم .