الحمد لله.
أولا:
سلمان الفارسي رضي الله عنه ، من خيار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقال له : سلمان ابن الإسلام ، وسلمان الخير .
أصله من رامهرمز ، وقيل من أصبهان . وكان قد سمع بأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم سيبعث ، فخرج في طلب ذلك ، فأسر وبيع بالمدينة ، فاشتغل بالرّق ، حتى كان أول مشاهده الخندق ، وشهد بقية المشاهد ، وفتوح العراق ، وولي المدائن .
وقد سبق ذكر قصة إسلامه في جواب السؤال رقم : (88651).
أما قصة وفاته ، وتغسيل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ودفنه إياه ؛ فلا تصح سندًا ولا متنًا ، فهي قصة باطلة منكرة ، من وضع الشيعة الروافض !
ووفاة سلمان الفارسي رضي الله عنه كانت في آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين .
وقيل : بل توفي سنة ست وثلاثين في أولها .
وقيل : توفى في آخر خلافة عمر .
والأول أكثر وأشهر.
وكانت وفاته بالمدائن ؛ قَالَ الشعبي : توفي سلمان في علية لأبي قرة الكندي بالمدائن .
وينظر : "الإصابة" لابن حجر (3/119)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (2/ 638).
ثانيًا:
فُتحت المدائن في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ( 16 ه ) ، وولَّى عمرُ رضي الله عنه عليها سلمانَ الفارسي رضي الله عنه ، وظلَّ واليا عليها حتى مات في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة ( 35 ه) .
قال ابن الجوزي : " لم يزل بالمدينة حتى غزا المسلمون العراق فخرج معهم وحضر فتح المدائن ، وولاه إياها عمر ، فنزلها حتى مات بها ، وقبره الآن ظاهر " انتهى من "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" (5/ 20).
وعليه : فيكون سلمان الفارسي رضي الله عنه قد وَلي المدائن قرابة تسع عشرة سنة .
وينظر : "البداية والنهاية" (7/ 63)، و"مرآة الزمان في تواريخ الأعيان" (5/ 503).
والله أعلم.