البعض يستخدم عبارة " بدي أحسب الله ما خلقك" لتهديد شخص ما أو إخافته، فمثلاً يقول: سأضربك وأحسب الله ما خلقك، فما مدى جواز استخدام هذه العبارة ؟
الحمد لله.
قول البعض في خصامهم " بدي أحسب الله ما خلقك "؛ المعنى المتبادر إلى الفهم من هذه العبارة: أحسبك كأنك لا شيء، أو غير موجود، ونحو هذا، ولذلك سوف أفعل فيك ما أريد ، ولن تستطيع التخلص مني أو الرد علي، لأنك كأنك لا شيء .
هذا ما يظهر من استعمال هذه العبارة .
لكن الذي ينبغي للمسلم أن يجتنب هذه العبارة ، لأن معناها الحرفي غير صحيح ، فإنه لا يجوز للمسلم أن يأتي لشيء خلقه الله تعالى ويعتبره لم يخلق ، فإنه لا يصح اعتبار الموجود معدومًا .
والمسلم مأمور بحفظ لسانه ، والبعد عن الكلمات المحتملة التي قد يُساء فهمها ، لاسيما الألفاظ المتعلقة بالله تعالى أو بأنبيائه أو دينه .
على أنه لا ينبغي أن يصل الخلاف بين المسلمين إلى أن يهدد المسلم أخاه بالقتل ، فإن قتل المؤمن من أكبر الكبائر ، وكذلك ترويع المسلم وتخويفه – من غير سبب يبيح ذلك- من الكبائر أيضا .
كما أن في هذا التعبير ، تجبرا وطغيانا؛ وتفاخرا بالقوة، وهو أمر غير محمود، كما يدل على هذا قول الله تعالى: وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ لقمان/18.
والمسلمون مأمورون بالتآخي واللين لبعضهم البعض؛ بالقول الحسن، والمعاملة الرحيمة.
قال الله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ الفتح/29 .
ودفع الخصم باللين، قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ فصلت/34.
والله أعلم.