الحمد لله.
أولًا :
خلق الله الأرض قبل السماء بنص القرآن ، ثم كان دحو الأرض بعد خلق السماء ، قال ابن كثير: " وهذا المكان فيه تفصيل لقوله تعالى : ( خلق السموات والأرض في ستة أيام ) [الأعراف: 54] ، ففصل هاهنا ما يختص بالأرض مما اختص بالسماء، فذكر أنه خلق الأرض أولا لأنها كالأساس، والأصل أن يبدأ بالأساس، ثم بعده بالسقف، كما قال: ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ) الآية [البقرة: 29],
فأما قوله: ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم ) [النازعات: 27-33] ؛ ففي هذه الآية : أن دحي الأرض كان بعد خلق السماء ، فالدحي هو مفسر بقوله: ( أخرج منها ماءها ومرعاها ) ، وكان هذا بعد خلق السماء ، فأما خلق الأرض فقبل خلق السماء بالنص"، تفسير ابن كثير: (7/ 156).
وانظر جواب السؤال رقم: (31865)، ورقم: (145809).
ثانيًا :
مادة خلق السماء بخار الماء ، وقد سبق في جواب السؤال رقم (238999) تفسير قوله تعالى : ( وهي دخان ) بأن المقصود بالدخان هنا : بخار الماء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَهَذَا الدُّخَانُ هُوَ بُخَارُ الْمَاءِ الَّذِي كَانَ حِينَئِذٍ مَوْجُودًا ، كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ الْآثَارُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ، وَكَمَا عَلَيْهِ أَهْلُ الْكِتَابِ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/ 564).
وقال أيضا :
" قيل : هو البخار الذي تصاعد من الماء الذي كان عليه العرش ، فإن البخار نوع من الدخان " انتهى من " الصفدية " (2/ 76) . وينظر : "تفسير ابن كثير" (7/ 166) .
ثالثًا:
نظرية " الانفجار الكبير " إحدى أهم النظريات الحديثة في تفسير "نشأة الكون" ، وفي ستينيات القرن الماضي بدأت نظرية الانفجار العظيم Big Bang بالتغلب على نظرية الكون المستقر ، وهي تنص على أن الكون الذي يتسع باستمرار، كان قد نشأ من نقطة أولية ، وأن النشوء والاتساع الكوني يتوقفان على قوانين وثوابت فيزيائية في غاية الدقة .
وهذه النظرية لا تتعارض من حيث المبدأ ما قرره الإسلام من بدأ الخلق ، ولكنها ، على أية حال : ليست مستندا لأهل الإيمان في وجود الرب وخلقه ، ولا هي القول المستقر في تفسير نشأة الكون، وإنما هي مجرد "نظرية" من النظريات التفسيرية.
أما تفاصيل هذه النظرية ، فالله أعلم بها .
انظر : "ميليشيا الإلحاد" للعجيري : ( 117 - 119).