الحمد لله.
الصيام ليس علاجاً فحسب بل هو تطهير للنفس وسبب لكسب الأجر والثواب ونيل رضى الله وهو مجاهدة للنفس ويمكن أن يتعود المرء على الصيام بشيء من الصبر والاحتساب ، وقوله تعالى كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ عَلَى أَحَدِ الأَقْوَالِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الْمَعَاصِيَ لأَنَّ الصَّائِمَ أَظَلْفُ لِنَفْسِهِ وَأَرْدَعُ لَهَا مِنْ مُوَاقَعَةِ السُّوءِ , وَهُوَ أَحَدُ الْمَعَانِي فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ فَفَهِمَ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ أَنَّ ذَلِكَ لإِضْعَافِ الصَّوْمِ للْبَدَنَ فَتَضْعُفُ الشَّهْوَةُ , وَهُوَ وَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَالْمَعْنَى الْمَذْكُورُ زَائِدٌ عَلَيْهِ حَاصِلٌ مَعَهُ وَهُوَ أَنَّ الصَّوْمَ يَكُونُ حَامِلا لَهُ عَلَى مَا يَخَافُهُ عَلَى نَفْسِهِ إمَّا لِبَرَكَةِ الصَّوْمِ وَإِمَّا لأَنَّ حَقِيقًا عَلَى الصَّائِمِ أَنْ يَكُفَّ فَإِنَّهُ إذَا أُمِرَ بِالْكَفِّ عَنْ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ الْمُبَاحَيْنِ فَالْكَفُّ عَنْ الْحَرَامِ أَوْلَى . فتاوى السبكي ج1 : الصيام : حفظ الصيام عن فوت التمام . والشارع لما أمر الشاب غير القادر على الزواج بالصيام فإنه عليم حكيم وأثر الصيام واضح في هذا وأنه يُعين على ضبط الشّهوة ويخفف من الهيجان .
وأمّا بالنسبة لما سألت عنه من تناول دواء يخفف الشهوة فإنّه لا يمنع أن تتناول بعض المركّبات أو المشتقات من الأعشاب وغيرها مما يحدّ من الشهوة إذا لم تكن ضارة ولكنّ هذا قد لا يُفيد كثيرا إذا لم تمارس العبادات التي تملأ الوقت والنشاطات التي تستهلك من طاقة الجسم كسائر أعمال البرّ من الدّعوة إلى الله وإعانة المحتاجين وتقلل من تناول الأطعمة الدسمة وتمارس شيئا من الرياضة وتشغل نفسك بأعمال مفيدة وتجعل لك برامج تصرف بها طاقة الجسم الزائدة ، ولا تنس أن الابتعاد عن الإثارة أمر مهم ، وتفاءل ولا تقل سأبقى على هذه الحال عدّة سنوات ولعلّ الله ييسر لك زواجا قريبا ، وقانا الله وإياك السوء وهدانا إلى سواء السبيل .