الحمد لله.
الواجب على المصلين الحرص على الألفة والمحبة، ونبذ ما يؤدي للاختلاف والفرقة.
وطالب العلم المذكور إن كان مستقيما على السنة، فينبغي تمكينه من التدريس في المسجد، مع نصحه بالرفق، واستعمال الحكمة فيما ينكر من المنكرات، وعلى أهل الحي أن يصلحوا بينه وبين إمام المسجد، وأن يعقدوا بينهما مجلسا للحوار، لكشف التهمة وإزالة الشبهة، فإن كان لديه بدعة أو انحراف، فللإمام وجماعة المسجد منعه من التدريس، إنكارا للمنكر، وصيانة للناس عن الباطل.
وإن كان مستقيما على السنة، وإنما الذي ينكره الناس، وينقمونه عليه: قدر زائد من الشدة، يهيج عليه خصومه ومخالفيه: فينبغي للعقلاء الناصحين، ومن هو أكبر منه سنا ، وأكثر تجربة: أن ينصحوه، ويبينوا له، ويدعوه إلى الحكمة والرفق، لا أن يتزيدوا عليه بالتهم الباطلة، ومحاربة دعوته، وتنفير الناس عما معه من الحق والسنة.
فإن أبى الإمام الراتب تمكينه من الدرس، فعلى جماعة المسجد أن يقفوا معه، وأن يحملوا الإمام على القبول.
فإذا كان يترتب على تدريسه مفسدة زائدة، وشحناء وضغينة، وثوران عداوات بين أهل المسجد ، أو أهل المكان الذي هو فيه ؛ فالذي ينبغي له ألا يستمر في التدريس مع منع الإمام الراتب له، حتى يزول الخلاف، ويرضى الإمام بتدريسه، منعا للفتنة والتشويش على الناس.
فإن لم يكن الإمام راتبا أي معينا من قبل الدولة، فليس له سلطة المنع.
وبكل حال فالأمر المؤكد هو السعي لتأليف القلوب، وجمع الكلمة، والتعاون على البر والتقوى، والحرص على نفع الناس بالتعليم وغيره.
وعلى أهل العلم في منطقتكم أن يتدخلوا للإصلاح بينهما ، والوصول إلى الألفة والمحبة وجمع القلوب .
والله أعلم.