الحمد لله.
أولا:
النذر الي يريد منه الإنسان حث نفسه على شيء معين كحفظ القرآن، أو منع نفسه من شيء، كمعصية معينة، يسمى نذر اللجاج والغضب، وهذا يخير فيه الإنسان بين الوفاء بنذره، وبين إخراج كفارة يمين.
قال ابن قدامة رحمه الله: "وجملته أن النذر سببه أقسام:
أحدها: نذر اللجاج والغضب وهو الذي يخرجه مخرج اليمين للحث على فعل شيء أو المنع منه غير قاصد به للنذر ولا القربة فهذا حكمه حكم اليمين" انتهى من "المغني" (11/ 332).
فلك أن تكفري كفارة يمين، وينحل نذرك بذلك، ثم تتزوجين متى شئت، وهذا هو الذي ندعوك إليه، وننصحك به، وهو الذي يوافق أصول الشرع، والفطرة السليمة.
وكفارة اليمين: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فمن لم يجد صام ثلاثة أيام.
ثانيا:
نقول: هوني على نفسك، فإن رزقك وكل ما يصيبك مكتوب قبل أن تخلقي، ولن يأتيك إلا ما قدر الله لك.
وعلم الإنسان بذلك: يخفف عنه، ويسري عن نفسه، كما قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ الحديد/ 22، 23
فما عليك إلا التقرب إلى الله، وطلب الفضل منه.
وأما الجزع والتسخط فلن يغير من المقدّر شيئا، كما روى الترمذي أيضا (2396) وابن ماجه (4031) عَنْ أنس رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
واعلمي أن الطاعة سبب الرزق، وأن الله وعد أهل الإيمان بالحياة الطيبة، فقال: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ النحل/97 .
وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً الطلاق/2-3 .
وتأخير زواجك وعملك: هو ابتلاء من الله تعالى لك، وليس نحسا ولا لعنة، ولا وجه لنزول اللعنة بك، والتشاؤم في ديننا مرفوض، وكم من امرأة تأخر زواجها ثم رزقت بالزوج الصالح، وكم من متزوجة تعست في زواجها، فما عليك إلا الرضى والتسليم وسؤال الله من فضله.
واحذري أن يضلك الشيطان وأن يبغض إليك العبادة، أو يحملك على اليأس، فإنه لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ يوسف/87 .
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (112905)، ورقم: (71236)، ورقم : (264679) .
ثالثا:
أكثري من الدعاء فإنه نافع لك في جميع الأحوال، والزمي باب ربك، يا أمة الله، وارفعي شكواك إليه، واطلبي الخير منه، وأحسني الظن برب العالمين.
قال صلى الله عليه وسلم : يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي رواه البخاري ( 5865 )، ومسلم ( 2735) من حديث أبي هريرة.
وروى الترمذي (3859) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة ... ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل. قالوا : يا رسول الله ، وكيف يستعجل؟ قال يقول : دعوت ربي فما استجاب لي وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
فقولي: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ آل عمران/38
وقولي: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً الفرقان/74.
وأكثري من قولك: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ البقرة/201.
نسأ الله تعالى أن ييسر أمرك، ويرزقك من فضله.
والله أعلم.