الحمد لله.
أولاً :
حديث: علمُوا نساءكم سُورَة الْوَاقِعَة، فَإِنَّهَا سُورَة الْغنى .
ذكره الديلمي في "الفردوس" (3 / 10) من حديث أنس بن مالك.
وفي "الدر المنثور" (14 / 173) نسبه السيوطي إلى ابن مردويه بلفظ: سُورَة الْوَاقِعَة سُورَة الْغنى، فاقرءوها وعلموها أَوْلَادكُم .
فأما لفظ ابن مردويه فلم نقف على اسناده.
واما حديث مسند "الفردوس" : فقد نص الشيخ الألباني على ضعفه لجهالة رواته، قال رحمه الله تعالى:
" (علموا نساءكم سورة (الواقعة) ، فإنها سورة الغنى).
ضعيف.
أخرجه الديلمي (2/ 278) عن علي بن الحسن بن حبيب: حدثنا موسى بن فرقد البصري، عن أنس مرفوعا.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ مَنْ دون أنس لم أعرفهما.
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير"، وفي "الدر المنثور" (6/ 153) ساكتا عليه من رواية الديلمي. وعزاه لابن مردويه عن أنس بلفظ:
"سورة (الواقعة) سورة الغنى، فاقرأوها، وعلموها أولادكم". " انتهى. "السلسلة الضعيفة" (8 / 337).
وقال أيضا:
" وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ فيه جماعة لم أجد لهم ترجمة، منهم موسى هذا، والراوي عنه " انتهى. "السلسلة الضعيفة" (12 / 388).
ثانيا:
حديث: من قرأ سورة الواقعة وتعلَّمها لم يُكتب من الغافلين، ولم يفتقر هو وأهل بيته .
نسبه السيوطي إلى مرويات أبي الشيخ، قال:
" أبو الشيخ: حدثنا محمد بن أحمد بن عصام، حدثنا إبراهيم بن سليمان الخزاز، حدثنا عثمان بن سعيد المُرِّي، حدثنا عبد القدوس بن حبيب، عن الحسن، عن أنس رفعه: (من قرأ سورة الواقعة وتعلَّمها لم يُكتب من الغافلين، ولم يفتقر هو وأهل بيته) " انتهى. "الزيادات على الموضوعات" (1 / 130).
ففي سنده عبد القدوس بن حبيب، وقد ترك أهل العلم حديثه.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" عبد القدوس بن حبيب الكلاعي عن التابعين تركوه " انتهى. "المغني" (2 / 401).
ولذا حكم الحافظ ابن حجر على إسناد هذا الحديث بالضعف الشديد، كما في كتابه "نتائج الأفكار" (3 / 262).
ومن أهل العلم من اتهم عبد القدوس بن حبيب؛ بوضع الحديث، فحكموا على هذا الحديث بأنه موضوع.
قال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى :
" موضوع...
وقال عبد الرزاق: ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله: كذاب إلا لعبد القدوس، وقد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث " انتهى. "السلسلة الضعيفة" (1 / 459).
فالحاصل؛ أن هذه أحاديث ضعيفة، واهية، لا يصح العمل بها.
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (320774)
والله أعلم.