في حال حدوث هذا هل سيؤثر على عدم قبول الصلاة أربعين يوما تلقيت رسالة نصية تتنبأ بالمستقبل، وقرأتها مرتين أو ثلاث مرات فقط؛ لأتأكّد مما إذا كانت قراءة طالع، فهل الصلاة أربعين يوما التي لا تُحتسب لها تأثير عليّ؛ لأنني لم أذهب إلى العراف عن قصد؟
الحمد لله.
أولًا :
ما يسمى بعلم النجوم والأبراج والحظ والطالع وقراءة المستقبل: هو من أعمال الجاهلية التي جاء الإسلام بإبطالها، وبيان أنها من الشرك، لما فيها من تصديق العرافين والكهنة الذين يدّعون علم الغيب زورًا وبهتانًا.
وقد سبق بيان حرمة مشاهدة قنوات الأبراج والطوالع، بل لو كان يشاهدها لمجرد التسلية.
انظر جواب سؤال: (دخول صفحات وقنوات أبراج الحظ للرد عليهم).
ثانيًا :
يختلف الناس في حكم مشاهد هذه الرسائل ونحوها إلى أقسام بحسب أغراضهم، فمن شاهدها معتقدًا لها، فهذا حق فيه الوعيد الصادق: كفر بما أنزل على محمد، ولا تقبل له صلاة أربعين يوما.
وأما من شاهدها لمجرد التسلية، ولم يعتقد صدق السحرة والكهان والمشعوذين: فهذا عاص بإتيانهم في أماكنهم، وغشيانهم فيها، أو مشاهدة برامجهم، ففيه نوع إقرار لها، وإعانة عليها، ومعلوم أن هذه القنوات يعنيها كثرة المشاهدين، ويزيدهم ذلك رهقا وضلالا.
ويخشى على من يدخل لمشاهدة هذه البرامج، أن يتناوله الوعيد الصادق: ألا تقبل له صلاة أربعين يوما.
وينظر جواب سؤال: (حكم مشاهدة عروض السحرة).
وأما من شاهد الرسائل التي تأتيه على هاتفه، ولم يأتها هو، ولم يدخل على نافذة، أو قناة، أو مكان معروف بالكهان والمنجمين؛ وإنما قرأ الرسالة التي تأتيه، فهذا لا شيء عليه.
لكن ينبغي عليه ألا يحتفظ بها، بل يحذفها مباشرة، ولا حاجة له إلى معاودة الاطلاع عليها.
فإن كان اطلع عليها مرة أخرى، أو أكثر، ليتأكد من مضمونها، أو ليميز صدقها من كذبها، أو ليتأكد من الرسالة وهل هي من قبيل العرافة والكهانة أو لا ؛ فلا يدخل في هذا الوعيد، إن شاء الله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وأما إن كان يسأل المسئول ليمتحن حاله، ويختبر باطن أمره، وعنده ما يميز به صدقه من كذبه: فهذا جائز، كما ثبت في الصحيحين : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ابن صياد فقال: ما يأتيك؟ فقال: يأتيني صادق وكاذب . قال: ما ترى؟ قال: أرى عرشا على الماء . قال: فإني قد خبأت لك خبيئا . قال: الدخ الدخ . قال: اخسأ فلن تعدو قدرك ، فإنما أنت من إخوان الكهان ) " انتهى من "فتاوى ابن تيمية"(19/62).
والله أعلم.