عندي سؤال بخصوص تصنيف الأحاديث. إذا وجدت حديثًا في النّسائي وأردت أن أرى ماذا صنّفه الألباني، كيف يمكنني أن أجد تصنيفه؟ ما اسم كتبه التي تحتوي على كل درجات الحديث؟ هل صنّف الألباني كتبا في الحكم على السنّن الأربعة (النسائيّ، الترمذي، أبو داود، وابن ماجة)؟
الحمد لله.
أولاً:
قد قام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى بمشروع عظيم ومفيد لعموم المسلمين، وهو "تقريب السنة بين يدي الأمة"، والهدف منه التسهيل على أفراد الأمة الانتفاع بدواوين السنة المشهورة.
قال الشيخ رحمه الله تعالى:
"مشروعي القديم "تَقْريب السُّنَّة بين يَدَي الأُمّة" الذي أفنيت فيه شبابي، وقضيت فيه كهولتي، وأتمّم به -الآن- شيخوختي." انتهى من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (6 / 8).
واشتمل هذا المشروع على تقريب السنن الأربعة: "سنن ابن ماجه" و "سنن أبي داود" و "سنن الترمذي" و "سنن النسائي"، بحذف الأسانيد والاكتفاء بمتونها، مع الحكم عليها بحكم موجز من حيث الصحة أو الضعف.
فقسم كل كتاب من هذه السنن الأربعة إلى قسمين من حيث الصحة والضعف.
والأحاديث في هذه الكتب مرتبة على حسب ترتيبها في كتبها الأصلية "السنن الأربعة".
فلو طالعت مثلا حديثا في "سنن ابي داود" في كتاب وباب معيّن منه، وأردت معرفة حكم الشيخ الألباني عليه، فعليك أن ترجع إلى قسم صحيح سنن أبي داود لنفس الكتاب والباب، فإذا لم تجده فيه، فتنظر حينئذ في قسم ضعيف سنن أبي داود، في نفس الكتاب والباب.
كما اهتم الشيخ الألباني بخدمة عدد من دواوين السنة الأخرى، وأهمها:
"صحيح ابن حبان" حيث حكم على أحاديثه في كتابه: "التعليقات الحسان".
وحكم على أحاديث "الأدب المفرد" للبخاري، فميّز الصحيح من الضعيف في "صحيح الأدب المفرد" و"ضعيف الأدب المفرد"، وجرى فيهما على نفس ترتيب كتاب "الأدب المفرد".
وكتاب "الترغيب والترهيب" للمنذري، فخدمه بكتابيه: "صحيح الترغيب والترهيب"، و"ضعيف الترغيب والترهيب".
وكتاب "الجامع الصغير" للسيوطي رحمه الله تعالى، وهو من الكتب الجامعة لمتون الأحاديث مرتبة على حروف المعجم، وقد خدمه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بكتابيه "صحيح الجامع الصغير"، و"ضعيف الجامع الصغير".
ثانيا:
وإذا كانت هذه جهود الشيخ في الحكم على أحاديث عدد من دواوين السنة بأحكام مختصرة، تفيد غير المتخصص والباحث في علوم الحديث، فإن له كتبا أخرى اعتنى فيها بتمييز الصحيح من الضعيف من متون السنة، لكن بشيء من التفصيل وبيان أسباب الصحة والضعف، وهذا في كتابيه الشهيرين النافعين: "سلسلة الأحاديث الصحيحة"، و"سلسلة الأحاديث الضعيفة"، حيث تتبع فيهما جملة كبيرة من المتون المبثوثة في المصنفات الحديثية بمختلف تصنيفاتها، ولم يلتزم فيه بترتيب معيّن.
وأما كتابه المهم النافع "إرواء الغليل"، فهو تخريج وحكم على أحاديث الأحكام التي يستند إليها المذهب الحنبلي، اعتمادا على كتاب "منار السبيل"، والأحاديث فيه مرتبة على الكتب والأبواب الفقهية، بحسب ورودها في الكتاب الأصلي الذي يخدمه، وهو "منار السبيل".
وبحمد الله تعالى فقد توفرت برامج رقمية تسهل البحث في كتب الشيخ رحمه الله تعالى، كبرنامج الشاملة على هذا الرابط: كتب الألباني. وكالموسوعة الحديثية في موقع الدرر السنية.
فرحم الله الشيخ وجزاه الله خيرا على هذه الأعمال النافعة.
ولمزيد الفائدة عن الشيخ الألباني، ينظر جواب سؤال: (الشيخ الألباني محدث كبير وفقيه مجتهد) و (شيوخ العلامة الألباني)
والله أعلم.