الحمد لله.
أولًا :
تقسيم المصحف إلى موضوعات أمرٌ اجتهادي ، وقد خلت مصاحف الصحابة من هذه التقسيمات ، لكن العلماء أقروا بعضها وجوزوها ، إذ لعلها تساعد على الحفظ ونحوه من مقاصد هذا العمل.
وقد تحدثنا عن تقسيم المصحف في جواب السؤال رقم: (109885).
ثانيًا :
بعد الاطلاع على مصحف التقسيم الموضوعي ، تبين أنه لا محذور في استعمال هذه الألوان ، بل فيها تيسير لتعلم موضوعات القرآن . وهذا التقسيم ، وإن لم يخل من تكلف ، وإن كان يعلم أيضا صعوبة ضبطه ، إلا أنه لا مانع من الاستفادة منه ، ويكون ذلك التقسيم أجماليا، وعلى جهة التقريب، ثم يكون تفصيل ذلك، والوقوف على دقيق العلم به: إنما يكون بالرجوع إلى كلام أهل العلم في كتب التفسير، وأحكام القرآن، أو كتب "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم".
ولعل من فوائد هذه الفكرة:
1- فهم موضوعات القرآن.
2- مقارنة الآيات ذات الموضوع الواحد.
3- مساعدة الحفاظ في استحضار وفهم المحفوظ.
ونؤكد على أمور عامة في هذا المصحف وغيره ، فنقول :
أولًا : لا يلزم من استخدام هذه الألوان أنها تصلح لكل الناس، بل قد يحتاج إلى ذلك بعض الناس دون بعض، فمن يراجع ورده - مثلًا - قد تشتته الألوان، وقد تساعده على التفكر في الموضوعات وربط بعضها ببعض.
ثانيًا :
هذا التقسيم من الأمور الاجتهادية التي تقبل الصواب والخطأ، وليس أمرًا تعبديًا أو توقيفيًا، فينبغي حمله على هذا وعدم المغالاة في التقسيم، بل وندعو لإعمال الفكر والنظر في السورة، وهل يمكن تقسيمها بغير ذلك أم لا.
وينظر أيضا للفائدة، حول مصحف التجويد الملون: جواب السؤال رقم: (95430).
والله أعلم