الحمد لله.
الذي وقفنا عليه في كلام أهل السير والتاريخ عن أسماء الأمراء الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهم على أعمالهم:
أولا:
على مناطق اليمن وحضرموت: عامر بن شهر الهمداني، وعبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري، وخالد بن سعيد بن العاص، والطاهر بن أبي هالة، ويعلى بن أميه، وعمرو بن حزم، وزياد بن لبيد البياضي، وعكاشة بن ثور بن أصغر الغوثي، وبعث معاذ بن جبل معلما لأهل البلدين: اليمن وحضرموت.
قال الطبري رحمه الله تعالى:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع - فيما بلغنا- لباذام حين أسلم وأسلمت اليمن: عمل اليمن كلها، وأمّره على جميع مخاليفها، فلم يزل عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام حياته، فلم يعزله عنها ولا عن شيء منها، ولا أشرك معه فيها شريكا حتى مات باذام، فلما مات فرّق عملها بين جماعة من أصحابه.
فحدثني عبيد الله بن سعد الزهري، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا سيف- وحدثني السري بن يحيى، قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم، عن سيف- قال: حدثنا سهل بن يوسف، عن أبيه، عن عبيد بن صخر ابن لوذان الأنصاري السلمي- وكان فيمن بعث النبي ص مع عمال اليمن في سنه عشر بعد ما حج حجة التمام: وقد مات باذام، فلذلك فرق عملها بين: شهر بن باذام، وعامر بن شهر الهمداني، وعبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري، وخالد بن سعيد بن العاص، والطاهر بن أبي هالة، ويعلى بن أميه، وعمر بن حزم.
وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياضي وعكاشة بن ثور بن أصغر الغوثي، على السكاسك والسكون ومعاويه بن كندة، وبعث معاذ بن جبل معلما لأهل البلدين: اليمن وحضر موت.
حدثني عبيد الله، قال: أخبرني عمي، قال: أخبرني سيف- يعني ابن عمر- عن أبي عمرو مولى إبراهيم بن طلحة، عن عبادة بن قرص بن عبادة، عن قرص الليثى، أن النبي صلى الله عليه وسلم رجع الى المدينة بعد ما قضى حجة الإسلام، وقد وجه إمارة اليمن وفرقها بين رجال، وأفرد كل رجل بحيِّزه، ووجّه إماره حضر موت وفرّقها بين ثلاثة، وأفرد كل واحد منهم بحيِّزه، واستعمل عمرو بن حزم على نجران، وخالد بن سعيد بن العاص على ما بين نجران ورمع وزبيد، وعامر بن شهر على همدان، وعلى صنعاء ابن باذام، وعلى عك والأشعريين الطاهر بن أبي هالة، وعلى مأرب أبا موسى الأشعري، وعلى الجَنَد يعلى بن أمية.
وكان معاذ معلما يتنقل في عُمالة كل عامل باليمن وحضرموت.
واستعمل على أعمال حضرموت، على السكاسك والسكون: عكاشة بن ثور، وعلى بني معاوية بن كندة عبد الله- أو المهاجر- فاشتكى فلم يذهب حتى وجَّهه أبو بكر، وعلى حضرموت زياد بن لبيد البياضي، وكان زياد يقوم على عمل المهاجر، فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء عماله على اليمن وحضرموت، إلا من قتل في قتال الأسود أو مات، وهو باذام، مات ففرق النبي صلى الله عليه وسلم العمل من أجله.
وشهر ابنه- يعني ابن باذام- فسار إليه الأسود، فقاتله، فقتله "انتهى من"تاريخ الطبري" (3 / 227 - 229).
ثانيا:
وكذلك ولّى إخوة خالد بن سعيد أحد أمراء اليمن السابق ذكرهم.
قال ابن حزم رحمه الله تعالى:
" وولى خالد بن سعيد بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس على صنعاء بعد قتل شهر بن باذان...
وولى أخاه عمرو بن سعيد على وادى القرى.
وولى أخاهما الحكم بن سعيد على قرى عرينة، وهى فدك وغيرها.
وولى أخاهم أبان بن سعيد على مدينة الخط بالبحرين، وهى التى تنسب إليها الرماح" انتهى من"جوامع السير" (ص23-24).
وقال ابن حجر رحمه الله تعالى:
" وأخرج أبو العبّاس السّراج، من طريق خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد، حدثني أبي أنّ أعمامه خالدا وأبان وعمرا بني سعيد بن العاص لما بلغتهم وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رجعوا عن أعمالهم، فقال لهم أبو بكر: ما أحد أحقّ بالعمل منكم. فخرجوا إلى الشام فقتلوا بها جميعا، وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء وخيبر. " انتهى من "الإصابة" (7 / 389).
ثالثا:
وعلى مكة عَتَّاب بن أَسِيد.
قال ابن سعد رحمه الله تعالى:
" عَتَّاب بن أَسِيد بن أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي...
أسلم يوم الفتح، فلما خرج رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم من مكة إلى حنين، استعمل عتاب بن أسيد على مكة يصلى بالناس، وقال له: تدري على من استعملتك؟ قال: الله ورسوله أعلم. قَالَ: استعملتك على أهل الله. وأقام عتاب للناس الحج تلك السنة. وهي سنة ثمان. وقبض رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم وعتاب بن أسيد عامله على مكة " انتهى من"الطبقات الكبرى" (6/5).
رابعا:
وولى عمرو بن العاص على عُمان وأعمالها.
قال ابن حجر رحمه الله تعالى:
" ولما أسلم كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقرّبه ويدنيه لمعرفته وشجاعته، وولّاه غزاة ذات السلاسل، وأمدّه بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح، ثم استعمله على عمان، فمات وهو أميرها، ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمن عمر... " انتهى من"الإصابة" (7 / 412).
خامسا:
وولى يزيد بن أبى سفيان صخر بن حرب، قيل على تيماء، وقيل على نجران.
قال ابن حزم رحمه الله تعالى:
" وولى يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب على تيماء " انتهى من "جوامع السير"(ص 23).
وقال البلاذري رحمه الله تعالى:
" وقوم يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم ولّى أبا سفيان صدقات خولان، وبجيلة، واستعمل يزيد بن أبي سفيان على نجران، والله أعلم " انتهى. "أنساب الأشراف" (2/190).
سادسا:
وولى العلاء بن الحضرمي على البحرين.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
" العلاء بن الحضرمي، أمير البحرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرّه عليها أبو بكر ثم عمر " انتهى من "البداية والنهاية" (10/149).
سابعا:
وولى عثمان بن أبى العاص الثقفى على الطائف، وأقرّه أبو بكر ثم عمر.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
"عثمان بن أبي العاص الثقفي، أبو عبد الله الطائفي، له ولأخيه الحكم صحبة، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف، فاستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، وأمّره عليها أبو بكر وعمر، فكان أميرهم وإمامهم مدة طويلة " انتهى من"البداية والنهاية" (11 /218).
ثامنا:
واستعمل أسامة بن زيد على جيش نحو الشام.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" كان تجهيز أسامة يوم السبت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بيومين، وكان ابتداء ذلك قبل مرض النبي صلى الله عليه وسلم، فندب الناس لغزو الروم في آخر صفر ودعا أسامة فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطأهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش...
ثم اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فقال: أنفذوا بعث أسامة.
فجهزه أبو بكر بعد أن استخلف، فسار عشرين ليلة إلى الجهة التي أمر بها، وقتل قاتل أبيه، ورجع بالجيش سالما وقد غنموا، وقد قص أصحاب المغازي قصة مطولة فلخصتها، وكانت آخر سرية جهزها النبي صلى الله عليه وسلم، وأول شيء جهزه أبو بكر رضي الله عنه " انتهى من"فتح الباري" (8/152).
والله أعلم.