أنا لم يرزقني الله أختاً في الدنيا، وأسأل نفسي هل سيكون لي أخت في الجنة، أم من ليس له أخت في الدينا لن تكون له في الجنة؟
الحمد لله.
الأصل أن من لم يكن له في الدنيا أخ أو أخت من النسب، فإنه لا يكون له ذلك في الجنة، إلا لو أراد والده ذلك، فإنه يزرق في الجنة بذكر أو بأنثى، ويكون أخا أو أختا لولده الذي في الدنيا، على ما ذهب إليه كثير من أهل العلم.
روى الترمذي في سننه (2563)، وابن ماجه (4338) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ، كَمَا يَشْتَهِي وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
(كَانَ حَمْلُهُ) أَيْ: حَمْلُ الْوَلَدِ (وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ) أَيْ: كَمَالُ سِنِّهِ وَهُوَ الثَّلَاثُونَ سَنَةً، (كَمَا يَشْتَهِي) مِنْ أَنْ يَكُونَ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
وقد بينا في جواب سؤال:(هل في الجنة حمل وولادة؟) اختلاف العلماء في هذه المسألة وفي معنى هذا الحديث، وأن من منع ذلك اعتمد على حديث أَبِي رَزِينٍ العُقَيْلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( غَيْرَ أَنْ لَا تَوَالُدَ ) وهو حديث ضعيف ويمكن الجمع بينه وبين حديث أبي سعيد.
قال المناوي في "التنوير شرح الجامع الصغير" (10/459): " ولا ينافى ذلك قوله : (غير أنه لا توالد): لأن المنفي ترتيب الولادة على الجماع غالبًا، كما هو في الدنيا، والمثبت هنا حصول الولد عند اشتهائه كما يحصل الزرع عند اشتهائه، ولا زرع في الجنة في سائر الأوقات، وقد ثبت أن الله تعالى ينشيء للجنة خلقًا يسكنهم فضلها فلا مانع من إنشاء الولد بين أهلها" انتهى.
فعلى القول بأن الجنة يكون فيها توالد إذا اشتهى المؤمن ذلك، فإن والدك إذا طلب بنتا في الجنة، فإنه يرزق بها، وتكون أختا لك.
والله أعلم.