الحمد لله.
إذا قال شخص لآخر: سلم لي على فلان، فهي أمانة يجب إيصالها إلى صاحبها، وهذا بشرط أن يقبل الشخص هذه الأمانة، ويوافق على تَحَمُّل السلام.
قال العراقي في "طرح التثريب في شرح التقريب" (8/108) : "قال أصحابنا: ويجب على الرسول تبليغه، فإنه أمانة، ويجب أداء الأمانة.
وينبغي أن يقال: إنما يجب عليه ذلك إذا التزم، وقال للمرسل : إني تحملت ذلك، وسأبلغه له، فإن لم يلتزم ذلك، لم يجب عليه تبليغه، كمن أُودِع وديعة فلم يقبلها" انتهى .
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (11/38) : "والتحقيق : أن الرسول إن التزمه، أشبهَ الأمانة، وإلا؛ فوديعة، والودائع إذا لم تُقبل، لم يلزمه شيء" انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "شرح رياض الصالحين" (4/401):
"هل يجب عليك أن تنقل الوصية ، إذا قال لك : سلم لي على فلان ؟ أو لا يجب ؟
فصَّل فيها العلماء ، فقالوا : إن التزمت بذلك، وجب عليك ، لأن الله تعالى يقول : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) النساء/58، وأنت الآن تحملت هذا.
أما إذا قال : سلم لي على فلان ، وسكتَّ .. أو ما أشبه ذلك ، فهذا لا يلزمه" انتهى .
فمن التزم بأنه سيبلغ السلام، وجب عليه ذلك .
والله أعلم.