الحمد لله.
الواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه من الصفات، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، دون تحريف أو تعطيل أو تشبيه، ودون تكلف وتعمق.
والسمع ثابت بالكتاب والسنة في نصوص كثيرة معلومة، وليس فيها أنه يسمع بحاسة، أو بغير حاسة، ولا أنه يسمع بآلة، أو بغير آلة.
والأذن لم ترد في نفي أو إثبات، والصواب التوقف فيها.
قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله: "أما ما لم يدل على نفيه ولا على إثباته دليل بوجه من الوجوه ، لا بالنص ولا بطريق التضمن ولا بطريق اللزوم ، فإنه يجب التوقف فيه .
ومن الأمثلة في هذا: (الأُذُن) لله - تعالى - : فهذه مما يجب التوقف فيها، فلا تُنفى ولا تُثبت ، لأنه ليس عندنا ما يدل على إثباتها، نصًا، ولا لزومًا ولا تضمنًا" انتهى من "التعليق على القواعد المثلى" (96).
وأهل التحريف يستعملون هذه الألفاظ فيما هو ثابت كالعين، فيقولون: يبصر بلا حاسة؛ لأن كلامهم يدور على النفي والتعطيل، فلا يثبتون عينا حقيقية، فلو ثبتت الأذن لقالوا كذلك: يسمع بلا حاسة.
وأهل السنة لا يطلقون على الصفات أنها آلات أو أدوات أو حواس؛ لأن مبنى كلامهم على النصوص.
وأيضا لا يفصلون في النفي، فلا يقولون إن عينه ليست كذا، ويده ليست وليست.
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود في التعليق على كتاب الاعتقاد للبيهقي: "قول البيهقي: وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة=
يقال: هذه الطريقة في الإثبات مع نفي التشبيه: ليس منهجًا للسلف ـ رحمهم الله تعالى ـ بل هي منهج لأهل البدع، والسلف يثبتون هذه الصفات مع نفي التشبيه، ولا يدخلون في التفصيل المنفي الذي قد يؤدي إلى تعطيل الصفة".
إلى أن قال: "والنفي هكذا قد يكون سُلّمًا لأهل التعطيل؛ أن يعطلوا صفات الله تعالى، كقوله: وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن عينه ليست حدقة، وأن يده ليست بجارحة ـ
فهذا النفي من طرائق أهل البدع، وأهل السنة يثبتون هذه الصفات كما يليق بالله تعالى من غير تعطيل، ولا تكييف، ولا تحريف، ولا تشبيه" انتهى.
والحاصل: أننا لا نستعمل هذه الألفاظ لعدم ورودها، ولما يُتوصل بها إلى نفي حقيقة الصفات.
والله أعلم.