الحمد لله.
إن كان الأمر كما ذكرت فقد أخطأت زوجتك أخطاء عدة ، من خروجها بغير إذنك، واستمرارها في بيت أهلها ، ورفضها الرجوع إليك بغير مبرر ظاهر، وقبل ذلك إلحاحها في الخروج إلى العمل مخالفةً لما تم الاتفاق عليه بينكما، ومعاملتها غير اللائقة لوالديك، وإفشائها لأسرار بيتها.
والذي نشير عليك به هو أن تسلك ما أرشد إليه رب العالمين بقوله : ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً ) النساء / 35 فتخيرْ رجلا من صالحي أهلك ، ليتفاوض مع رجل من صالحي أهلها ، فما حكما به فالزمه فإن فيه الخير والفلاح. وإن حكما بالطلاق فلا تحزن ، لقوله تعالى : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً ) النساء / 130
فإن لم ينفع معها أمر الحكمين فلك أن ترفع الأمر إلى القضاء لإلزامها بالرجوع إلى بيتها ، أو التفريق بينكما على ما يراه القاضي .
واحرص خلال هذه الفترة على ضبط تصرفاتك وأقوالك ، فإن الشيطان حريص على التفريق بين الزوجين ، وقد يكون للكلمة أثر عظيم ، في ظل وجود الخلاف والشقاق ، وسل الله تعالى أن يلهمك رشدك ، وأن يوفقك لما فيه الخير لك ولابنتك، ولا تقدم على أمر حتى تستخير الله تعالى ، واحذر من العجلة فإنها لا تأت بخير، وعليك بالرفق والحلم والأناة ، فكم من أسرة أوشكت على الانهيار ، ثم عادت إليها الحياة والبهجة والألفة .
وعد إلى نفسك ففتش عن أخطائها ، وأصلح ما بينك وبين ربك ، ليصلح لك ما بينك وبين خلقه ، فإن للطاعة والمعصية أثرا في استقامة البيوت أوخرابها .
نسأل الله أن يصلح حالكما ، وأن يوفقكما لطاعته ومرضاته .
والله أعلم .